responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 514

قطعيّ أيضا ... و هناك دلائل كثيرة في الآيات القرآنية أو الأحاديث الشريفة على هذا المعنى و رغم أنّ هذا المعنى لم يثبت على أنّه قانون كلّي في جميع الحسنات و السيئات، إلّا أنّه توجد دلائل نقلية في شأن بعض الحسنات و السيئات المهمّة و لا يوجد دليل عقلي مخالف لها! [1].

و

قد ورد في رواية أنّه حين نزلت الآية آنفة الذكر قال «ثابت بن قيس» خطيب النّبي الذي كان له صوت جهوري عال: أنا الذي رفعت صوتي فوق صوت النّبي فحبطت أعمالي و أنا من أهل النّار ...

فبلغ ذلك سمع النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم فقال: «هو من أهل الجنّة» [2].

لأنّه حين فعل ذلك للمؤمنين أو أمام المخالفين و كان ذلك أداء لوظيفة إسلامية.

كما أنّ ابن العباس بن عبد المطلب نادى بأمر النّبي الذين فرّوا في معركة «حنين» بصوت عال ليعودوا إلى ساحات القتال! و في الآية الأخرى مزيد تأكيد على الثواب الذي أعدّه اللّه لأولئك الذين يمتثلون أمر اللّه و يراعون الآداب عند رسول اللّه فتقول: إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى‌ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَ أَجْرٌ عَظِيمٌ‌ [3].

كلمة «يغضون» مشتقة من غضّ- على وزن حظّ- و معناها تقليل النظر أو خفات الصوت و يقابل هذه الكلمة الإمعان بالنظر و الجهر بالصوت.

و كلمة «امتحن» مشتقة من الامتحان، و الأصل في استعمالها إذابة الذهب و تطهيره من غير الخالص، كما أنّها تستعمل في بسط الجلد المعدّ للدّبغ، ثمّ‌


[1]- لمزيد الاطلاع بحثنا مسألة الحبط في ذيل الآية (217) من سورة البقرة فليراجع.

[2]- يراجع مجمع البيان، ج 9، ص 130، و قد ورد هذا الحديث بتفاوت في بعض الكلمات عند كثير من المفسّرين و لا سيما البخاري في صحيحه و سيد قطب في ظلاله و غيرهما.

[3]- «اللام» في كلمة «التقوى» في الحقيقة هي لام الغاية و ليست (لام العلّة) أي أنّ اللّه يجعل قلوب أولئك مهيّأة للقبول و التقوى، لأنّ القلب إذا لم يخلص و لم يصف فلا يكون محلا للتقوى حقيقة.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 514
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست