responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 512

الأول: عدم التقدّم على اللّه و رسوله و عدم رفع الصوت عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم ...

فتقول الآية الأولى في هذا الصدد: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ‌.

و المراد من عدم التقديم بين يدي اللّه و رسوله هو أن لا يقترح عليهما في الأمور، و ترك العجلة و الإسراع أمام أمر اللّه و رسوله ...

و بالرغم من أنّ بعض المفسّرين أرادوا أن يحدّدوا مفهوم الآية و جعلوه منحصرا بأداء العبادات قبل وقتها، أو التكلّم قبل كلام رسول اللّه و أمثال ذلك، إلّا أنّه من الواضح أنّ للآية مفهوما واسعا يشمل أي تقدّم و إسراع في كلّ خطّة و منهج‌ [1].

إنّ مسئولية انضباط السائرين إزاء القادة و خاصة إزاء القادة الإلهيين تقتضي ألّا يتقدّموا عليهم في أي عمل و قول و لا يعجل أحد عندهم.

و بالطبع فإنّ هذا الكلام لا يعني بأنّه لا يجوز لهم أن يتشاوروا مع النّبي إذا كان لديهم شي‌ء يجدر بيانه، بل المراد منه إلّا يعجلوا و يبادروا بالتصميم قبل أن يوافق النّبي على ذلك! حتى أنّه لا ينبغي أن تثار أسئلة و مناقشات أكثر ممّا يلزم في شأن المسائل، بل ينبغي أن يترك الأمر للقائد نفسه أن يبيّن المسائل في حينها، لا سيما إذا كان القائد معصوما الذي لا يغفل عن أي شي‌ء! كما أنّه لو سئل المعصوم أيضا، لا يحقّ للآخرين أن يجيبوا السائل قبل أن يردّ عليه المعصوم، و في الحقيقة أنّ الآية جمعت كلّ هذه المعاني في طيّها.

و الآية الثانية تشير إلى الأمر الثّاني فتقول: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَ لا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَ أَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ‌.


[1]- ورد الفعل «لا تقدموا» على صيغة الفعل المتعدي إلا أن المفعول محذوف هنا و تقديره: لا تقدموا أمرا بين يدي الله و رسوله و قد احتمل بعضهم أن هذا الفعل لازم هنا و مفهومه لا تتقدموا بين يدي الله و بالرغم من أن الفعلين مختلفان شكلا إلا أن المعنى أو النتيجة واحدة ..

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 512
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست