responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 501

منهما خرج عن خطّ الإحسان فلن يشمله رضا اللّه و لطفه ...

الثانية: أنّه يستفاد من الروايات الإسلامية أنّ أصحاب النّبي و إن امتازوا بشرف صحبته، إلّا أنّ من يأتي بعدهم في الفترات المقبلة و هم ذوو عمل صالح و إيمان راسخ أفضل منهم من جهة واحدة و هي أنّ أصحاب النّبي شهدوا معاجزه بجميع أنواعها غير أنّ الآخرين اتبعوا منهاجه دون مشاهدتها و ساروا على هداه بالإفادة من الدلائل الأخر ...

و نقرأ

في بعض أحاديث النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم‌ أنّه سأله أصحابه: «نحن إخوانك يا رسول اللّه؟! قال: لا أنتم أصحابي، و إخواني الذين يأتون بعدي. آمنوا بي و لم يروني، و قال: للعامل منهم أجر خمسين منكم، قالوا: بل منهم يا رسول اللّه؟! قال: بل منكم ردّدها ثلاثا، ثمّ قال: لأنّكم تجدون على الخير أعوانا» [1].

كما

نقل في صحيح مسلم عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم أنّه قال: «وددت أنّا قد رأينا إخواننا، قالوا: أو لسنا إخوانك يا رسول اللّه؟! فقال: أنتم أصحابي و إخوانا الذين لم يأتوا بعد» [2].

و يؤيّد العقل و المنطق هذه المقولة أيضا حيث إنّ من لم يدركوا رسول اللّه و لم يتعلّموا بين يديه و هم في الوقت ذاته مثل أصحابه من حيث الإيمان و العمل الصالح فهم أفضل من الصحابة ...

الثالثة: إنّ هذا الكلام من وجهة النظر التاريخية مقدوح فيه كثيرا لأنّ بعض الصحابة بعد زمان النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم بل حتى في عصره حاد عن جادّة الصواب ...

فكيف يمكن أن نبرّئ الذين أشعلوا نار فتنة «الجمل» و قتلوا ما قتلوا و حملوا على خليفة رسول اللّه حقّا بالسيف و لا نعدّهم آثمين خاطئين ...

أو أن نقول إنّ الذين اجتمعوا في النهروان و صفّين و ثاروا على وصي رسول اللّه‌


[1]- تفسير روح المعاني، ج 9، ص 61.

[2]- صحيح مسلم، ج 1، الحديث 39.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 501
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست