و التقوى قطعا ... فبناء على هذا لا يمكننا أن نستنتج حكما كليّا من الآية
الآنفة في شأن جميع المعاصرين و المجالسين للنبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم ...
***
بحثان
1- قصة تنزيه الصحابة!
المعروف بين علماء أهل السنّة أنّ صحابة رسول اللّه جميعا أولو امتياز خاص دون
سائر الناس من أمّة محمّد فهم مطهّرون أزكياء معصومون من الزلل و ليس لنا الحق في
انتقاص أي منهم أو انتقاده و يحرم الإساءة إليهم بالكلام و غيره، حتى أنّ بعضهم
قال بكفر من يفعل ذلك و استدلّوا على ذلك بآيات من الذكر الحكيم منها هذه الآية: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا
الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِيماً ...
و بالآية (100) من سورة التوبة إذ تعبّر عن المهاجرين و الأنصار بعد ذكرهم في
آيات سابقة بقولها: رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ ...
و لكنّنا إذا ابتعدنا عن الأحكام المسبقة الاعتباطية، فسنجد أمامنا قرائن
تتزلزل عندها هذه العقيدة! الأولى: إنّ جملة: رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ الواردة في سورة التوبة لا تخصّ المهاجرين و الأنصار فحسب،
لأنّ في الآية تعبيرا آخر و هو: وَ
الَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ يشمل كلّ من
يتّبعهم بالإحسان و الصلاح إلى يوم القيامة ...
فكما أنّ «التابعين» إذا كانوا في خط الإيمان يوما و في خط الكفر و الإساءة
يوما آخر يخرجون من خيمة رضا اللّه، فإنّ الموضوع ذاته وارد في الصحابة لأنّهم في
آخر سورة الفتح مقيّدون بالإيمان و العمل الصالح أيضا بحيث لو خرجوا عن هذا القيد
و لو يوما واحدا لخرجوا عن رضوان اللّه سبحانه ...
و بتعبير آخر: إنّ كلمة «بإحسان» هي في شأن التابعين و المتبوعين جميعا، فأي