responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 499

و يضيف القرآن مختتما هذه الآية المباركة: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِيماً.

بديهي أنّ أوصاف أصحاب النّبي التي وردت في بداية الآية محل البحث جمعت فيها الإيمان و العمل الصالح، فتكرار هذين الوصفين إشارة إلى استمرارهما و ديمومتهما: أي أنّ اللّه وعد أولئك الذين بقوا على نهجهم من أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و آله و سلّم و استمروا بالإيمان و العمل الصالح، و إلّا فإنّ من كان يوما مع النّبي و يوما آخر مع سواه و على خلاف طريقته فلا يشملون بهذا الوعد أبدا.

و التعبير ب «منهم» مع الالتفات إلى هذه المسألة، و هي أنّ الأصل في كلمة «من» في مثل هذه الموارد التبعيض، و ظاهر الآية يعطي هذا المعنى أيضا، و هذا التعبير يدلّ على أنّ أصحاب النّبي ينقسمون قسمين- فطائفة منهم- يواصلون إيمانهم و عملهم الصالح و تشملهم رحمة اللّه الواسعة و أجره العظيم، و طائفة يحيدون عن نهجه فيحرمون من هذا الفيض العظيم! ...

و ليس معلوما السبب في إصرار بعض المفسّرين على أنّ «من» في كلمة «منهم» بيانيّة حتما، في حين لو ارتكبنا خلاف الظاهر و قلنا إنّ من هنا بيانية فكيف يمكن أن ندع القرائن العقلية هنا، فلا أحد يدّعي أبدا أنّ جميع أصحاب النّبي معصومون و في هذه الصورة يزول احتمال أنّ كلّ واحد منهم بقي على عمله الصالح و إيمانه، و مع هذه الحال فكيف يعدهم اللّه بالمغفرة و الأجر العظيم دون قيد و شرط سواء عملوا الصالحات في طول مسيرتهم، أو أن يعملوا الصالحات في وقت، ثمّ ينحرفوا من منتصف الطريق! ...

و هذه اللطيفة تستدعي الالتفات و هي أنّ جملة: وَ الَّذِينَ مَعَهُ‌ لا تعني المرافقة الجسدية مع النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم و المصاحبة الجسمانية لأنّ المنافقين كانوا على هذه الشاكلة أيضا ... بل المراد من «معه» هو المعيّة من جهة أصول الإيمان‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 499
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست