responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 498

و جملة «استوى على سوقه» مفهومها أنّ هذا الزرع بلغ قدرا من المتانة بحيث ثبت على سيقانه: و «سوق» جمع ساق- و التعبير ب «يعجب الزرّاع» يعني أنّ هذا الزرع يكون سريع النمو كثير البراعم وافر النتاج إلى درجة يسرّ به الزراع و يعجبون منه، و الطريف أنّ وصفهم الثّاني في الإنجيل جاء على خمسة أمور أيضا هي:

1- أخراج الشطأ. 2- و المؤازرة للنموّ. 3- و الاستغلاظ. 4- و الإستواء.

5- و النمو المعجب.

و في الحقيقة إنّ أوصافهم المذكورة في «التوراة» تتحدّث عن أبعاد وجودهم من جهة العواطف و الأهداف و الأعمال و صورتهم الظاهرية ...

و أمّا الأوصاف الواردة في «الإنجيل» فهي تتحدّث عن حركتهم و نموّهم و تكاملهم في جوانب مختلفة (فلاحظوا بدقة).

أجل هم أناس متّصفون بصفات عليا لا يفترون عن الحركة لحظة واحدة ...

و تتنامى براعمهم دائما و يثمرون و يتآزرون كلّ حين ... و ينشرون الإسلام بأقوالهم و أعمالهم في العالم و يوما بعد يوم يزداد عددهم في المجتمع الإسلامي! ...

أجل، إنّهم لا يتكاسلون في حركتهم المتّجهة إلى الإمام دائما، و هم في حال عبادتهم مجاهدون، و في حال جهادهم عابدون ظاهرهم سوي، و باطنهم سليم، و عواطفهم صادقة، و نيّاتهم خالصة، و هم مظهر غضب اللّه بوجه أعداء الحق، و مظهر الرحمة بوجه إخوانهم.

ثمّ تضيف الآية معقّبة: أنّ هذه الأوصاف العليا و هذا النمو و التكامل السريع و هذه الحركة المباركة بقدر ما تعجب المحبّين و تسرّهم فهي في الوقت ذاته:

لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ [1].


[1]- يرى كثير من المفسّرين أنّ اللام في جملة «ليغيظ بهم الكفّار» هي لام التعليل، فيكون مفهوم الجملة: إنّ هذه القوّة و القدرة جعلها اللّه نصيب أصحاب محمّد ليغيظ بهم الكفّار ..

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 498
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست