responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 483

و نقرأ

في بعض خطب النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم قوله: «نحن كلمة التقوى و سبيل الهدى» [1]

و شبيه بهذا التعبير ما

نقل عن الإمام علي بن موسى الرضا عليه السّلام قوله: «و نحن كلمة التقوى و العروة الوثقى» [2]!

و واضح أنّ الإيمان بالنبوّة و الولاية مكمل للإيمان بأصل التوحيد و معرفة اللّه لأنّهما جميعا داعيان إلى اللّه و مناديان للتوحيد.

و على كلّ حال فإنّ المسلمين لم يبتلوا في هذه اللحظات الحسّاسة بالحميّة و العصبية و النخوة و الحفيظة، و ما كتب اللّه لهم من العاقبة المشرفة في الحديبيّة لم تمسسه نار الحمية و الجهالة! لأنّ اللّه يقول: وَ أَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى‌ وَ كانُوا أَحَقَّ بِها وَ أَهْلَها.

و بديهي أنّه لا ينتظر من حفنة عتاة و جهلة و عبدة أصنام سوى (حميّة الجاهلية) و لا ينتظر من المسلمين الموحّدين الذين تربّوا سنين طويلة في مدرسة الإسلام مثل هذا الخلق و الطباع الجاهلية، ما ينتظر منهم هو الاطمئنان و السكينة و الوقار و التقوى، و ذلك ما أظهروه في الحديبيّة و لكن بعض حاديّ الطبع و المزاج أوشكوا على كسر هذا السدّ المنيع بما يحملوه من أنفسهم من ترسبات الماضي و أثاروا البلبلة و الضوضاء، غير أنّ سكينة النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم و وقاره كانا كمثل الماء المسكوب على النّار فأطفأها! و تختتم الآية بقوله سبحانه: وَ كانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْ‌ءٍ عَلِيماً. فهو سبحانه يعرف نيّات الكفّار السيئة و يعرف طهارة قلوب المؤمنين أيضا فينزل السكينة و التقوى عليهم هنا، و يترك أولئك في غيّهم و حميّتهم حميّة الجاهلية، فاللّه يشمل كلّ قوم و أمّة بما تستحقّه من اللطف و الرحمة أو الغضب و النقمة!

***


[1]- خصال الصدوق: عن نور الثقلين، ج 5، ص 73.

[2]- المصدر السابق، ص 74.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 483
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست