responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 454

و ميادين الراحة غير مقبول بأي وجه و دليل على نفاقكم أو ضعف إيمانكم و جبنكم.

الطريف هنا أنّ القرآن كرر التعبير بالمخلّفين في آياته، و بدلا من الاستفادة من الضمير فقد عوّل على الاسم الظاهر.

و هذا التعبير خاصة جاء بصيغة اسم المفعول «المخلّفين» أي المتروكين وراء الظهر، و هو إشارة إلى أنّ المسلمين المؤمنين حين كانوا يشاهدون ضعف هؤلاء و تذرعهم بالحيل كانوا يخلّفونهم وراء ظهورهم و لا يعتنون أو يكترثون بكلامهم! و يسرعون إلى ميادين الجهاد!.

و لكنّ من هم هؤلاء القوم المعبّر عنهم ب «أولي بأس شديد» في الآية و أي جماعة هم؟! هناك كلام بين المفسّرين ...

و جملة تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ‌ تدلّ على أنّهم ليسوا من أهل الكتاب، لأنّ أهل الكتاب لا يجبرون على قبول الإسلام، بل يخيّرون بين قبوله أو دفع الجزية و الحياة مع المسلمين على شروط أهل الذمّة.

و إنّما الذين لا يقبل منهم إلّا الإسلام هم المشركون و عبدة الأصنام فحسب، لأنّ الإسلام لا يعترف بعبادة الأصنام دينا و يرى انّه لا بدّ من إجبار الناس على ترك عبادتها.

و مع الالتفات إلى أنّه لم تقع معركة مهمّة في عصر النّبي بعد حادثة الحديبيّة مع المشركين سوى فتح مكّة و غزوة حنين، فيمكن أن تكون الآية المتقدّمة إشارة إلى ذلك و خاصّة غزوة حنين لأنّها اشترك فيها أولو بأس شديد من «هوازن» و «بني سعد».

و ما يراه بعض المفسّرين من احتمال أنّ الآية تشير إلى غزوة (مؤتة) التي حدثت مع أهل الروم فهذا بعيد، لأنّ أهل الروم كانوا كتابيين.

و احتمال أنّ المراد منها الغزوات التي حدثت بعد النّبي و من جملتها غزوة

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 454
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست