responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 453

أحد. لكنّ هؤلاء المخلّفين الصلفين استمروا في تبجّحهم و اتهموا النّبي و من معه بالحسد كما صرّح القرآن بذلك: فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنا.

و هكذا فإنّهم بهذا القول يكذّبون حتى النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم و يعدّون أساس منعهم من الاشتراك في معركة خيبر الحسد فحسب.

و في ذيل الآية يصرّح القرآن عن حالهم فيقول: بَلْ كانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا.

أجل إنّ أساس جميع شقائهم و سوء حظهم هو جهلهم و عدم فقاهتهم، فالجهل ملازم لهم أبدا، جهلهم باللّه سبحانه و عدم معرفة مقام النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم و جهلهم عن مصير الإنسان و عدم توجّههم إلى أنّ الثروة في الدنيا لا قرار فيها، فهي زائلة لا محالة!.

صحيح أنّهم أذكياء في المسائل المادية و المنافع الشخصية، و لكن أي جهل أعظم من أن يبيع الإنسان جميع كيانه و كلّ شي‌ء منه بالثروة! و أخيرا و طبقا لما نقلته التواريخ فإنّ النّبي الأكرم وزّع غنائم خيبر على أهل الحديبيّة فحسب، حتى الذين لم يشتركوا في خيبر و كانوا في الحديبيّة جعل لهم النّبي سهما من غنائم خيبر، و بالطبع لم يكن لهذا المورد أكثر من مصداق واحد و هو «جابر بن عبد اللّه الأنصاري» [1].

و استكمالا لهذا البحث فإنّ الآية التالية تقترح على المخلّفين عن الحديبيّة اقتراحا و تفتح عليهم باب العودة فتقول: قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ سَتُدْعَوْنَ إِلى‌ قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْراً حَسَناً وَ إِنْ تَتَوَلَّوْا كَما تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً.

فمتى ما ندمتم عن أعمالكم و سيرتكم السابقة و رفعتم اليد عن عبادة الدنيا و طلب الراحة، فينبغي أن تؤدّوا امتحان صدقكم في الميادين الصعبة و أن تسهموا فيها مرّة أخرى، و إلّا فإنّ اجتناب الميادين الصعبة، و المساهمة في الغنائم‌


[1]- سيرة ابن هشام، الجزء 3، الصفحة 364.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 453
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست