responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 452

بداية السنة السابعة للهجرة و بعد صلح الحديبيّة! و توضيح ذلك أنّه طبقا للرّوايات حين كان النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم يعود من الحديبيّة بشّر المسلمين المشتركين بالحديبيّة- بأمر اللّه- بفتح خيبر، و صرّح أن يشترك في هذه الحرب من كان في الحديبيّة من المسلمين فحسب، و أنّ الغنائم لهم وحدهم و لن ينال المخلّفين منها شي‌ء أبدا.

إلّا أنّ عبيد الدنيا الجبناء لمّا فهموا من القرائن أنّ النّبي سينتصر في المعركة المقبلة قطعا- و أنّه ستقع غنائم كثيرة في أيدي جنود الإسلام- أفادوا من الفرصة فجاءوا الى النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم و طلبوا منه أن يأذن لهم بالاشتراك في حرب خيبر، و ربّما توسّلوا بهذا العذر، و هو أنّهم يريدون التكفير عن خطئهم السابق و التوبة من الذنب و أن يتحمّلوا عب‌ء المسؤولية، و الخدمة الخالصة للإسلام و القرآن و يريدون الجهاد مع رسول اللّه في هذا الميدان، و قد غفلوا عن نزول الآيات آنفا و أنّها كشفت حقيقتهم من قبل كما نقرأ ذلك في الآية الأولى من الآيات محل البحث- سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلى‌ مَغانِمَ لِتَأْخُذُوها ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ ....

و لا نجد ذلك في هذا المورد فحسب، بل في موارد كثيرة نجد هؤلاء الطامعين يركضون وراء اللقمة الدسمة التي لا تقترن بألم. و يهربون من المواطن الخطيرة و ساحات القتال كما نقرأ ذلك في الآية (42) من سورة التوبة: لَوْ كانَ عَرَضاً قَرِيباً وَ سَفَراً قاصِداً لَاتَّبَعُوكَ وَ لكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَ سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنا لَخَرَجْنا مَعَكُمْ‌.

و على كلّ حال فإنّ القرآن الكريم يقول ردا على كلام هؤلاء الانتهازيين و طالبي الفرص‌ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ‌ ثمّ يضيف قائلا للنبي: قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونا.

و ليس هذا هو كلامي بل‌ كَذلِكُمْ قالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ‌ و أخبرنا عن مستقبلكم أيضا.

إنّ أمر اللّه أن تكون غنائم خيبر خاصّة بأهل الحديبيّة و لن يشاركهم في ذلك‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 452
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست