2- كما كان بعض ضعفاء الإيمان يأتون إلى النّبي أحيانا متذرّعين عن عدم
مشاركتهم في الحرب بأن بيوتهم عورة وَ
يَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ وَ
ما هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِراراً[2].
3- و ربّما تذرّعوا بعدم ذهابهم إلى الحرب لأنّ وجوه نساء الرومان النضرة تسلب
قلوبهم و تفتنهم!! وَ مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَ
لا تَفْتِنِّي! [3].
4- و ربّما تذرّعوا بانشغالهم بأموالهم و أهليهم و نسائهم فيوجّهون ذنبهم
الكبير في الفرار عن طاعة أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم كما هي
الحال في الآيات الآنفة- محل البحث- 5- و الشيطان أيضا وجّه عدم طاعته للّه
بمقايسة خاطئة فقال: أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ
خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ! [4].
6- و في العصر الجاهلي و من أجل أن يوجّهوا ذنبهم الكبير و خطأهم في وأد
البنات كانوا يقولون نخشى أن تؤسر بناتنا في الحرب و إن غيرتنا و ناموسنا يدعوننا
إلى قتلهن و دسّهنّ في التراب! و ربّما قالوا إنّما نقتل الأطفال خشية الاملاق كما
صرّحت به سورة الإسراء و غيرها في القرآن.
كما أنّه يظهر من بعض الآيات أنّ المجرمين يتشبّثون بالكبراء و الاقتداء بهم
في توجيه ذنوبهم وَ قالُوا رَبَّنا إِنَّا أَطَعْنا
سادَتَنا وَ كُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا[5].
و الخلاصة إنّ بلاء توجيه الذنب بلاء واسع شمل طائفة عظيمة من الناس عامّهم و
خاصهم، و خطره الكبير أنّه يغلق سبل الإصلاح في وجوههم و ربّما غيّر حتى