الآثمين حتى الكفار. و خاصة أنّ أساس كثير من هذه الأمور السلبية هو الجهل و
عدم الاطلاع- فينبغي أن يبعث في مثل هؤلاء الأفراد الأمل على المغفرة بمزيد من
الرجاء، فلعلّهم يؤوبون نحو السبيل!.
* ملاحظة
تعليل الذنب و توجيهه مرض عام:
مهما كان الذنب كبيرا فإنّه ليس أكبر من تبريره و توجيهه، لأنّ المذنب المعترف
بالذنب غالبا ما يؤوب للتوبة، لكنّ المصيبة تبدأ حين يقوم المذنب بتبرير ذنوبه،
فلا ينغلق باب التوبة بوجه الإنسان فحسب بل يتجرّأ على الذنب و يشتدّ على مقارفته!
و هذا التعليل أو التوجيه يقع أحيانا لحفظ ماء الوجه و تحسبا من الافتضاح، و لكنّ
أسوأ من هذا كلّه حين ينخدع به الضمير و «الوجدان»! و هذا التعليل ليس أمرا جديدا،
و يمكن العثور على أمثال له على امتداد التاريخ البشري، و كيف وجّه أكبر مجرمي
التاريخ جناياتهم لخداع أنفسهم بتوجيهات مضحكة تجعل كلّ إنسان غارقا في ذهوله و
تعجّبه منها!.
و القرآن المجيد الذي يسعى لتربية و صناعة الإنسان يعالج مسائل من هذا الباب
كثيرة منها ما قرأناه في الآيات الآنفة- محلّ البحث- و لا بأس بأن نقف على آيات
أخرى لإكمال البحث في هذا الصدد.
1- كان العرب المشركون يتذرّعون أحيانا بسيرة السلف لتوجيه شركهم و تبريره و
كانوا يقولون: إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَ
إِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ! [1].
كما كانوا يتذرّعون أحيانا بنوع من الإجبار فكأنّهم مجبرون! و يقولون: