الإيمان، سواء بمعنى العلم و المعرفة، أم روح التسليم و الإذعان للحق فإنّ له
درجات و سلسلة مراتب، لأنّ العلم له درجات، و التسليم و الإذعان لهما درجات مختلفة
أيضا، حتى العشق و الحب الذي هو توأم الإيمان يتفاوت من حالة إلى أخرى! فالآية محل
البحث التي تقول: لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ تأكيد على هذه الحقيقة أيضا .. و على هذا فلا ينبغي للمؤمن
أن يتوقّف في مرحلة واحدة من مراحل الإيمان، بل عليه أن يتسامى إلى درجاته العليا
عن طريق بناء شخصيّته و العلم و العمل.
ففي حديث عن الإمام الصادق أنّه قال: «إنّ
الإيمان عشر درجات بمنزلة السلم يصعد منه مرقاة بعد مرقاة» [1].
كما
نقرأ عنه حديثا آخر إذ قال: «إنّ اللّه
عزّ و جلّ وضع الإيمان على سبعة أسهم على البر و الصدق و اليقين و الرضا و الوفاء
و العلم و الحلم فمن جعل فيه السبعة الأسهم فهو كامل محتمل و قسّم لبعض الناس
السهم و السهمين و لبعض الثلاثة حتى انتهوا إلى (ال) سبعة».
ثمّ يضيف الإمام عليه السّلام: «لا تحملوا
على صاحب السهم سهمين و لا على صاحب السهمين ثلاثة فتبهضوهم» .. ثمّ قال كذلك حتى
انتهى إلى (ال) سبعة [2].
و من هنا يتّضح ما نقل عن بعضهم أنّ الإيمان ليس فيه زيادة و لا نقصان لا أساس
له، لأنّه لا ينسجم مع الثوابت العلميّة و لا مع الرّوايات الإسلامية!.