responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 429

ملاحظات‌

1- السكينة التي لا نظير لها!

إذا لم يكن للإيمان أية ثمرة سوى مسألة السكينة لكان على الإنسان أن يتقبّله! فكيف به و هو يرى آثاره و ثمراته و بركاته!.

و التحقيق في حال المؤمنين و حال غير المؤمنين يكشف هذه الحقيقة، و هي أنّ الفئة الثّانية يعانون حالة الاضطراب و القلق الدائم، في حين أنّ الجماعة الأولى في اطمئنان خاطر عديم النظير ...

و في ظل الاطمئنان، فإنّهم‌ لا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ‌ [1].

كما أنّهم في مواصلة نهجهم لا يؤثر اللوم و التهديد فيهم أبدا وَ لا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ‌ [2].

و هم يتمسّكون بأصلين مهمّين في حفظ هذه السكينة، و هما: عدم الحزن على ما فاتهم، و عدم التعلّق و الفرح بما لديهم، فهم مصداق لقوله تعالى: لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى‌ ما فاتَكُمْ وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ‌ [3].

و أخيرا فإنّهم لا يضعفوا أبدا أمام الشدائد، و لا يركعوا مقابل الأعداء و يتحلّون بشعار وَ لا تَهِنُوا وَ لا تَحْزَنُوا وَ أَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ‌ [4].

إنّ المؤمن لا يرى نفسه وحيدا في ميدان الخطوب و الحوادث بل يحسّ بيد اللّه على رأسه و يلمس إعانة الملائكة و نصرتهم له، في حين أنّ غير المؤمنين يحكمهم الاضطراب في أحاديثهم و سلوكهم و لا سيما عند هبوب العواصف و طوفان الأحداث إذ يرى كلّ ذلك منهم بصورة بيّنة!


[1]- الأحزاب، الآية 39.

[2]- المائدة، الآية 54.

[3]- الحديد، الآية 23.

[4]- آل عمران، الآية 139.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 429
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست