إذا لم يكن للإيمان أية ثمرة سوى مسألة السكينة لكان على الإنسان أن يتقبّله!
فكيف به و هو يرى آثاره و ثمراته و بركاته!.
و التحقيق في حال المؤمنين و حال غير المؤمنين يكشف هذه الحقيقة، و هي أنّ
الفئة الثّانية يعانون حالة الاضطراب و القلق الدائم، في حين أنّ الجماعة الأولى
في اطمئنان خاطر عديم النظير ...
و في ظل الاطمئنان، فإنّهم لا
يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ[1].
كما أنّهم في مواصلة نهجهم لا يؤثر اللوم و التهديد فيهم أبدا وَ لا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ[2].
و هم يتمسّكون بأصلين مهمّين في حفظ هذه السكينة، و هما: عدم الحزن على ما
فاتهم، و عدم التعلّق و الفرح بما لديهم، فهم مصداق لقوله تعالى: لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَ لا تَفْرَحُوا
بِما آتاكُمْ[3].
و أخيرا فإنّهم لا يضعفوا أبدا أمام الشدائد، و لا يركعوا مقابل الأعداء و
يتحلّون بشعار وَ لا تَهِنُوا وَ لا تَحْزَنُوا وَ
أَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ[4].
إنّ المؤمن لا يرى نفسه وحيدا في ميدان الخطوب و الحوادث بل يحسّ بيد اللّه
على رأسه و يلمس إعانة الملائكة و نصرتهم له، في حين أنّ غير المؤمنين يحكمهم
الاضطراب في أحاديثهم و سلوكهم و لا سيما عند هبوب العواصف و طوفان الأحداث إذ يرى
كلّ ذلك منهم بصورة بيّنة!