دليل! إذ لو خدشنا في عصمة الأنبياء .. لأنكرنا فلسفة وجودهم، لأنّ النّبي
ينبغي أن يكون قدوة في كلّ شيء، فكيف يمكن المذنب أن يفي بهذا المنهج و يؤدّي
حقّه؟! زد على ذلك، فالمذنب بنفسه يحتاج إلى قائد يرشده و يدلّه ليهتدي به.
و هناك تفاسير أخرى تخالف ظاهر الآية، و الإشكال المهم فيها أنّها تقطع
العلاقة ما بين مغفرة الذنب و الفتح «صلح الحديبية».
فأحسن التفاسير هو ما ذكرناه آنفا، و هو ما يجيب على الأسئلة الثلاثة
المتقدّمة في مكان واحد! و يبيّن ارتباط الجمل في الآية ..
كل ذلك هو في شأن الموهبة الأولى من المواهب الأربعة التي وهبها اللّه نبيّه
في صلح الحديبية!.
أمّا «إتمام النعمة» على النّبي و هدايته إيّاه الصراط المستقيم و نصره النصر
العزيز .. بعد الفتح في الحديبيّة فليست هذه الأمور ممّا تخفى على أحد .. فقد
انتشر الإسلام بسرعة و سخّر القلوب المهيّأة! و ظهرت عظمة تعليماته للجميع و أبطل
السموم (المضادّة) و تمّت نعمة اللّه على النّبي و على المسلمين و هداهم الصراط
المستقيم نحو الانتصارات حتى أنّ جيش الإسلام لم يجد أية مقاومة في فتح مكّة و فتح
أكبر حصن للمشركين!.
2- المراد من «ما تقدّم» و «ما تأخّر» ..
قرأنا في الآية السابقة قوله تعالى:
لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ فما المراد من هذا النص «ما تقدّم و ما تأخّر» اختلف
المفسّرون في بيان الآية:
فقال بعضهم: المراد بما تقدّم هو عصيان آدم و حواء و ترك الأولى من قبلهما،
أمّا المراد بما تأخّر فهو ذنوب أمّة محمّد صلى اللّه عليه و آله و سلّم.
و قال بعضهم: «ما تقدّم» إشارة إلى المسائل المتعلّقة بما قبل النبوة، و «ما