responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 423

في نظر الفراعنة و أتباعهم.

و بتعبير آخر أنّ «الذنب» في اللغة يعني الآثار السيئة و التبعات التي تنتج عن العمل غير المطلوب، فكان ظهور الإسلام في البداية تدميرا لحياة المشركين، غير أنّ انتصاراته المتلاحقة و المتتابعة كانت سببا لنسيان تلك التبعات.

فمثلا لو كان لدينا بيت قديم يوشك على الخراب و لكنّنا نلتجئ إليه و لنا به علاقة وطيدة فقام أحد الناس بتخريبه فإنّنا نغضب منه و نخطّئه على فعله و لكنّه بعد بنائه من جديد محكما سامقا فإنّ أحكامنا السابقة تمضي أدراج الرياح! و هكذا بالنسبة لمشركي مكّة سواء قبل هجرة النّبي أم بعدها إذ كانت أفكارهم و أذهانهم مبلبلة عن الإسلام و شخص النّبي بالذات، غير أنّ انتصارات الإسلام أزالت هذه التصورات و الأفكار! أجل: لو أخذنا مسألة العلاقة بين مغفرة هذه الذنوب و فتح الحديبيّة بنظر الاعتبار لا تضح الموضوع بجلاء، و استفدنا العلاقة من «اللام» في «ليغفر لك اللّه» في كونها مفتاح «الرمز» لفتح معنى الآية المغلق! غير أنّ من لم يلتفت إلى هذه «اللطيفة» ... جعل عصمة النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم موضع استفهام و قال: «و العياذ باللّه» أنّ لديه ذنوبا غفرها اللّه بفتح «الحديبية» أو حمل الآية على خلاف ظاهر معناها و أنّ المراد (الذنوب عامّة).

و قال بعضهم: بل هي ذنوب الناس التي ارتكبوها في حقّ النّبي كأذاهم و الإساءة إليه و قد غفرها اللّه بفتح «الحديبية» [و في هذه الصورة يكون الذنب قد أضيف إلى مفعوله معنى لا إلى فاعله‌].

أو حملوا الذنب على [ترك الأولى‌].

و بعضهم فسّر ذلك بالفرض فقال: ليغفر لك الذنب الذي لو كنت عملته فرضا أو ستعمله فقد غفر اللّه كلّ ذلك لك!.

لكن من المعلوم أنّ كلّ هذه التفاسير لا تتجاوز التكلّف و التمحّل و دون أي‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 423
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست