responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 425

تأخّر» إشارة إلى المسائل المتعلّقة بما بعدها ..

و قال بعضهم: المراد بما تقدّم هو ما تقدّم على صلح الحديبية، و ما تأخّر أي ما تأخّر عنها من أمور و حوادث!.

و لكن مع ملاحظة التّفسير الذي أوضحناه في أصل معنى الآية و خاصة العلاقة بين مغفرة الذنب مع مسألة فتح الحديبية، يبدو بجلاء أنّ المراد هو التهم الباطلة التي و صمها المشركون- بزعمهم- بالنّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم في ما سبق و ما لحق و لو لم يتحقّق هذا النصر العظيم لكانوا يتصوّرون أنّ جميع هذه الذنوب قطعية ..

غير أنّ هذا الانتصار الذي تحقّق للنبي طوى جميع الأباطيل و التهم (المتقدّمة) في حقّ النّبي و ما سيتّهم به في المستقبل في حال عدم انتصاره!.

و الشاهد الآخر على هذا التّفسير هو

الحديث المنقول عن الإمام الرضا علي بن موسى عليهما السلام إذ سأله المأمون عن تفسير هذه الآية فقال: «لم يكن أحد عند مشركي أهل مكّة أعظم ذنبا من رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم لأنّهم كانوا يعبدون من دون اللّه ثلاثمائة و ثلاثين صنما فلمّا جاءهم بالدعوة إلى كلمة الإخلاص «التوحيد» كبر ذلك عليهم و قالوا: أجعل الآلهة إلها واحدا إنّ هذا لشي‌ء عجاب إلى أن قالوا ما سمعنا بهذا في الملّة الآخرة إن هذا إلّا اختلاق‌ [1].

فلمّا فتح اللّه تعالى على نبيّه مكّة قال اللّه تعالى: إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ عند مشركي أهل مكّة بدعائك إلى توحيد اللّه فيما تقدّم و ما تأخّر لأنّ مشركي مكّة أسلم بعضهم و خرج بعضهم عن مكّة و من بقي منهم لم يقدر على إنكار التوحيد عليه إذ دعا الناس إليه فصار ذنبه عندهم مغفورا بظهوره عليهم» فلمّا سمع المأمون كلام الرضا قال له: «أحسنت، بارك اللّه فيك يا أبا الحسن».

***
______________________________

(1)- راجع في هذا الصدد سورة في الآية 4- 7 و تفسير الصافي نقلا عن عيون الأخبار- و راجع نور الثقلين الجزء الخامس، ص 56.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 425
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست