responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 422

لإثبات النسب الباطلة ضدّه على أيدي أعدائه و يصرخون: ألم نقل كذا و كذا!! و لكن حين ينال الانتصار و تحظى مناهجه و خططه بالموفقية فإنّ تلك النسب تمضي كما لو كانوا قد رقموا على الماء!! و تتبدّل جميع أقوالهم إلى حسرات و ندامة و يقولون عندئذ لم نكن نعلم! و خاصّة في شأن النّبي محمّد صلى اللّه عليه و آله و سلّم كانت هذه التصوّرات و الذنوب التي و صموها به كثيرة!! إذ عدّوه باغيا للحرب و القتال و مثيرا لنار الفتنة معتدا بنفسه لا يقبل التفاهم و ما إلى ذلك! و قد كشف صلح الحديبيّة أنّ مذهبه على خلاف ما يزعمه أعداؤه إذ كان مذهبا «تقدّميا» إلهيا .. و كان آيات قرآنه ضامنة لتربية النفوس الإنسانية و طاوية لصحائف الظلم و الاضطهاد و الحرب و النزيف الدموي!.

فهو يحترم كعبة اللّه و بيته العتيق و لا يهاجم أية جماعة أو قبيلة دون سبب، فهو رجل منطقيّ و يعشقه اتباعه، و يدعو جميع الناس بحقّ إلى محبوبهم «اللّه» و إذا لم يضطره أعداؤه إلى الحرب فهو داعية للسلام و الصلح و الدعة! ..

و على هذا فقد غسل صلح الحديبيّة جميع الذنوب التي كانت قبل الهجرة و بعد الهجرة قد نسبت إلى النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم أو جميع الذنوب التي نسبت إليه قبل هذا الحادث أو ستنسب إليه في المستقبل احتمالا ... و حيث أنّ اللّه جعل هذا الفتح نصيب النّبي فيمكن أن يقال أن اللّه غفر للنبي ذنوبه جميعا.

و النتيجة أنّ هذه الذنوب لم تكون ذنوبا حقيقية أو واقعية بل كانت ذنوبا تصورية و في أفكار الناس و ظنّهم فحسب، و كما نقرأ في الآية (14) من سورة الشعراء في قصة موسى قوله مخاطبا ربّه‌ وَ لَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ‌ في حين أنّ ذنبه لم يكن سوى نصرة المظلوم من بني إسرائيل و سحق ظلم الفراعنة لا غير!.

و بديهي أنّ هذا الفعل لا يعدّ ذنبا، بل دفاع عن المظلومين و لكنّه كان يعدّ ذنبا

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 422
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست