responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 388

و يفضحوها.

و أخيرا تضيف الآية: وَ اللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمالَكُمْ‌ فهو يعلم أعمال المؤمنين ما ظهر منها و ما بطن، و يعلم أعمال المنافقين، و إذا افترضنا أنّ هؤلاء قادرون على إخفاء واقعهم الحقيقي عن الناس، فهل باستطاعتهم إخفاءه عن اللّه الذي هو معهم في سرّهم و علانيهم، و خلوتهم و اجتماعهم؟

و تضيف الآية التالية مؤكّدة و موضحة طرقا أخرى لتمييز المؤمنين عن المنافقين: وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَ الصَّابِرِينَ‌ الحقيقيين من المتظاهرين بالجهاد و الصبر.

و مع أنّ لهذا الابتلاء و الاختبار أبعادا واسعة، و مجالات رحبة تشمل الصبر و الثبات في أداء كلّ الواجبات و التكاليف، و لكن المراد منه هنا الامتحان في ساحة الحرب و القتال لمناسبته كلمة «المجاهدين»، و الآيات السابقة و اللاحقة، و الحق أنّ ميدان الجهاد ساحة اختبار عسير و شديد، و قلّما يستطيع المرء أن يخفي واقعه في أمثال هذه الميادين.

و تقول الآية الأخيرة: وَ نَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ‌.

قال كثير من المفسّرين: إنّ المراد من الأخبار هنا أعمال البشر، و ذلك أن عملا ما إذا صدر من الإنسان، فإنّه سينتشر بين الناس كخبر.

و قال آخرون: إنّ المراد من الأخبار هنا: الأسرار الداخلية، لأنّ أعمال الناس تخبر عن هذه الأسرار.

و يحتمل أن تكون الأخبار هنا بمعنى الأخبار التي يخبر بها الناس عن وضعهم و عهودهم و مواثيقهم، فالمنافقون- مثلا- كانوا قد عاهدوا النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم أن لا يرجعوا عن القتال، في حين أنّهم نقضوا عهدهم: وَ لَقَدْ كانُوا عاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الْأَدْبارَ [1].


[1]- الأحزاب، الآية 15.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 388
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست