responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 376

أمية الذين لم يرحموا صغيرا و لا كبيرا، بل سفكوا دماء الجميع حتى أقاربهم لمّا تسلّموا زمام الحكم‌ [1].

من المعلوم أنّ بني أمية جميعا، ابتداء من أبي سفيان إلى أبنائه و أحفاده، كانوا مصداقا واضحا لهذه الآية، و هذا هو المراد من الرواية، إذ أنّ للآية معنى واسعا يشمل كلّ المنافقين الظالمين و المفسدين.

و توضح الآية التالية المصير النهائي لهؤلاء القوم المنافقين المفسدين المتذرّعين بأوهى الحجج فتقول: أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَ أَعْمى‌ أَبْصارَهُمْ‌.

إنّ هؤلاء يظنّون أنّ الجهاد الإسلامي القائم على أساس الحق و العدالة، قطيعة للرحم، و فسادا في الأرض، أمّا كلّ الجرائم التي ارتكبوها في الجاهلية، و الدماء البريئة التي سفكوها أيّام تسلطهم، و الأطفال الأبرياء الذين وأدوهم و دفنوهم و هم أحياء يستغيثون، كانت قائمة على أساس الحق و العدل! لعنهم اللّه إذ لا أذن واعية لهم، و لا عين ناظرة بصيرة! و نقرأ

في رواية عن الإمام علي بن الحسين، أنّه قال لولده الإمام الباقر عليه السّلام: «إيّاك و مصاحبة القاطع لرحمه، فإنّي وجدته ملعونا في كتاب اللّه عزّ و جلّ في ثلاثة مواضع، قال اللّه عزّ و جلّ: فهل عسيتم ...» [2].

«الرحم» في الأصل محل استقرار الجنين في بطن أمّه، ثمّ أطلق هذا التعبير على كل الأقرباء، لأنّهم نشأوا و ولدوا من رحم واحد.

و

جاء في حديث آخر عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم: «ثلاثة لا يدخلون الجنّة: مدمن خمر، و مدمن سحر، و قاطع رحم» [3].


[1]- راجع: نور الثقلين، المجلد 5، صفحة 40.

[2]- أصول الكافي، المجلد 2، باب «من تكره مجالسته»، الحديث 7. أمّا الآيتان اللتان وردتا في بقية الحديث فإحداهما الآية (25) من سورة الرعد، و الأخرى الآية (27) من سورة البقرة، و قد ورد اللعن في إحداهما صريحا، و في الأخرى كناية و تلميحا.

[3]- التّفسير الأمثل ذيل الآية (77) من سورة المائدة (نقلا عن الخصال).

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 376
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست