أ- إنّ أحد الموارد الثمانية لصرف الزكاة في الإسلام شراء العبيد و عتقهم [1]، و بهذا فقد
خصصت ميزانية دائمية في بيت المال لتنفيذ هذا الأمر، و هي مستمرة حتى إعتاق العبيد
جميعا.
ب- و لتكميل هذا المطلب وضع الإسلام أحكاما يستطيع العبيد من خلالها أن يعقدوا
اتفاقيات مع مالكيهم، على أن يؤدّوا إليهم مبلغا من المال يتفق عليه مقابل الحصول
على حريتهم. و قد جاء في الفقه الإسلامي فصل في هذا الباب تحت عنوان المكاتبة [2].
ج- إنّ عتق العبيد يعتبر أحد أهم العبادات و الأعمال الصالحة في الإسلام، و قد
كان أئمة أهل البيت عليهم السّلام من السابقين في هذا المضمار، حتى كتبوا في أحوال
علي عليه السّلام أنّه أعتق ألف مملوك من كد يده [3].
د- لقد كان أئمة أهل البيت عليهم السّلام يعتقون العبيد لأدنى عذر ليكونوا
قدوة للآخرين، حتى أنّ أحد غلمان الإمام الباقر عليه السّلام عمل عملا صالحا،
فقال له الإمام: «اذهب فأنت حر، فإنّي أكره
أن أستخدم رجلا من أهل الجنّة» [4].
و جاء في أحوال الإمام السجاد علي بن الحسين عليه السّلام، أنّ جارية كانت
تسكب عليه الماء، فسقط الإبريق من يدها فشجّه، فرفع رأسه إليها، فقالت: وَ الْكاظِمِينَ الْغَيْظَ، قال: «قد كظمت غيظي» قالت: وَ
الْعافِينَ عَنِ النَّاسِ، قال: «عفا
اللّه عنك»، قالت: وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ قال: «فاذهبي فأنت حرّة لوجه اللّه» [5].
ه- ورد في بعض الرّوايات الإسلامية أنّ العبيد يتحرّرون تلقائيا بعد مرور سبع
سنين،
ففي رواية عن الإمام الصادق عليه السّلام: «من كان مؤمنا فقد عتق بعد سبع سنين،