responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 334

بالزواج من العبيد، أو كونهم محرما، أو مسألة المكاتبة (و هي اتفاق يتحرر بموجبه العبد بعد أدائه مبلغا من المال يتفق عليه) و قد وردت هذه الأحكام في آيات عديدة من القرآن في سورة النساء، النحل، المؤمنون، النور، الروم، و الأحزاب.

و هنا يعترض البعض على الإسلام بأنّه: لماذا لم يلغ هذا الدين الإلهي مسألة الرق تماما مع ما يحتويه من القيم الإنسانية السامية، و لم يعلن تحرير كلّ العبيد من خلال إصدار حكم قطعي؟! صحيح أنّ الإسلام أوصى كثيرا بالرقيق، إلّا أنّ المهم هو تحريرهم بدون قيد شرط، فلما ذا يكون الإنسان مملوكا لإنسان آخر مثله، و يفقد الحرية التي هي أعظم عطايا اللّه سبحانه؟!

الجواب:

يجب القول في جملة موجزة: إنّ للإسلام برنامجا دقيقا مدروسا لتحرير العبيد، تؤدي نهايته إلى تحرير جميع العبيد تدريجيا، دون أن يكون لهذه الحرية ردّ فعل سلبي في المجتمع.

و قبل أن نتناول توضيح هذه الخطة الإسلامية الدقيقة، نرى لزاما ذكر عدة نقاط كمقدمة:

1- الإسلام لم يكن المبتدع للرق مطلقا، بل إنّه لمّا ظهر كانت مسألة العبودية و الرقيق قد عمّت أرجاء العالم، و كانت معجونة بظلام المجتمعات البشرية و بوجودها، بل استمرت مسألة الرقيق في كلّ المجتمعات حتى بعد الإسلام أيضا، و بقيت مستمرة حتى قبل مائة عام حيث بدأت ثورة تحرير الرقيق، حيث لم تعد مسألة الرقيق مقبولة بشكلها القديم نتيجة اختلاف نظام حياة البشر، و تغيره عمّا كان عليه.

إنّ إلغاء العبودية بدأ من أوربا، ثمّ اتسع في سائر الدول و من جملتها أمريكا

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 334
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست