و يقول في موضع آخر من كلامه: إنّ مسألة الرق استفيدت من الروايات، لا من متن
الآية [1].
و قد وردت هذه المسألة في سائر الكتب الفقهية أيضا [2].
و سنشير إلى هذا المطلب في بحث الرق الذي سيأتي في ذيل هذه الآيات.
ثمّ تضيف الآية بعد ذلك: حَتَّى
تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها[3] فلا تكفوا عن القتال حتى تحطّموا قوى العدو و يصبح عاجزا
عن مواجهتكم، و عندها سيخمد لهيب الحرب.
«الأوزار» جمع وزر، و هو الحمل
الثقيل، و يطلق أحيانا على المعاصي، لأنّها تثقل كاهل صاحبها.
و الطريف أنّ هذه الأوزار نسبت إلى الحرب في الآية، إذ تقول: حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها و هذه الأحمال الثقيلة كناية عن أنواع الأسلحة و المشاكل الملقاة على عاتق
المقاتلين، و التي يواجهونها، و هي بعهدتهم ما كانت الحرب قائمة.
لكن متى تنتهي الحرب بين الإسلام و الكفر؟
سؤال أجاب عنه المفسّرون إجابات مختلفة:
فالبعض- كابن عباس- قال: حتى لا تبقى و ثنية على وجه البسيطة، و حتى يقتلع دين
الشرك و تجتث جذوره.
و قال البعض الآخر: إنّ الحرب بين الإسلام و الكفر قائمة حتى ينتصر المسلمون
على الدجال، و هذا القول يستند إلى
حديث روي عن الرّسول الأكرم صلى اللّه عليه و آله و سلّم أنّه قال: «و الجهاد ماض مذ بعثني اللّه إلى أن يقاتل آخر أمّتي