responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 318

وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ آمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى‌ مُحَمَّدٍ وَ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَ أَصْلَحَ بالَهُمْ‌ [1].

إنّ ذكر الإيمان بما نزل على نبيّ الإسلام صلى اللّه عليه و آله و سلّم بعد ذكر الإيمان بصورة مطلقة، تأكيد على تعليمات هذا النّبي العظيم و مناهجه، و هو من قبيل ذكر الخاص بعد العام، و تبيان لحقيقة أنّ الإيمان باللّه سبحانه لا يتمّ أبدا بدون الإيمان بما نزل على النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم.

و يحتمل أيضا أن تكون الجملة الأولى إشارة إلى الإيمان باللّه تعالى، و لها جانب عقائدي، و هذه الجملة إشارة إلى الإيمان بمحتوى الإسلام و تعليمات النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم، و لها الجانب العملي.

و بتعبير آخر، فإنّ الإيمان باللّه سبحانه لا يكفي وحده، بل يجب أن يؤمنوا بما نزل على النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم، و أن يكون لهم إيمان بالقرآن، إيمان بالجهاد، إيمان بالصلاة و الصوم، و إيمان بالقيم الأخلاقية التي نزلت عليه. ذلك الإيمان الذي يكون مبدأ للحركة، و تأكيدا على العمل الصالح.

و ممّا يستحق الانتباه أنّ الآية تقول بعد ذكر هذه الجملة: وَ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ‌ و هي تعني أنّ إيمانهم لم يكن تقليدا، أو أنّه لم يقم على دليل و حجة، بل إنّهم آمنوا بعد أن رأوا الحق فيه.

و عبارة مِنْ رَبِّهِمْ‌ تأكيد على حقيقة أنّ الحق يأتي دائما من قبل اللّه سبحانه، فهو يصدر منه، و يعود إليه.

و الجدير بالالتفات إليه أنّ الآية تبيّن ثوابين للمؤمنين الذين يعملون الصالحات، في مقابل العقابين اللذين ذكرا للكفار الصادين عن سبيل اللّه: أو لهما:

التكفير عن السيئات التي لا يخلو منها أي إنسان غير معصوم، و الثاني: إصلاح البال.

لقد جاء «البال» بمعان مختلفة، فجاء بمعنى الحال، العمل، القلب، و على قول‌


[1]- اعتبر جماعة من المفسّرين جملة (و هو الحق من ربّهم) جملة معترضة.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 318
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست