responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 297

و آخر صفة أنّه يهدي إلى الرشد: وَ إِلى‌ طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ‌.

إنّ التفاوت بين الدعوة إلى الحق و الى الصراط المستقيم، يكمن ظاهرا في أنّ الأوّل إشارة إلى العقائد الحقة، و الثّاني إلى البرامج العملية المستقيمة الصحيحة.

و جملة: أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى‌ و جملة: مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ‌ تؤيدان أنّ هذه الطائفة كانوا مؤمنين بالكتب السماوية السابقة، و خاصة كتاب موسى عليه السّلام، و كانوا يبحثون عن الحق.

و إذا رأينا أنّ الكلام لم يرد عن كتاب عيسى الذي أنزل بعد موسى عليه السّلام، فليس ذلك بسبب ما روي عن ابن عباس من أنّ الجن لم يكونوا مطلعين على نزول الإنجيل مطلقا، إذ أنّ الجن كانوا مطلعين على أخبار السماوات و عالمين بها، فكيف يمكن أن يغفلوا عن أخبار الأرض إلى هذا الحد؟ بل بسبب أنّ التوراة كانت هي الكتاب الأساسي، فحتى المسيحيون كانوا قد أخذوا و يأخذون أحكام شريعتهم عنها.

ثمّ أضافوا: يا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللَّهِ وَ آمِنُوا بِهِ‌ إذ ستمنحون حينها مكافأتين عظيمتين: يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَ يُجِرْكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ‌ [1].

المراد من: داعِيَ اللَّهِ‌ نبيّ الإسلام صلى اللّه عليه و آله و سلّم الذي كان يرشدهم إلى اللّه سبحانه، و لما كان أغلب خوف الإنسان و اضطرابه من الذنوب و عذاب القيامة الأليم، فقد ذكروا لهم الأمن تجاه هذين الأمرين، ليلفت انتباههم قبل كلّ شي‌ء.

و اعتبر جمع من المفسّرين كلمة (من) في (من ذنوبكم) زائدة، ليكون ذلك تأكيدا على غفران جميع الذنوب في ظل الإيمان. في حين اعتبرها البعض تبعيضية، و أنّها إشارة إلى تلك الذنوب التي اقترفوها قبل إيمانهم، أو الذنوب التي تتعلق باللّه سبحانه، لا بحق الناس.

غير أنّ الأنسب هو كون (من) زائدة و للتأكيد، و الآية الشريفة تشمل كلّ‌


[1]- «يجركم» من مادة (إجارة)، و قد وردت بمعان مختلفة: الإغاثة، الإنقاذ من العذاب الإيواء، و الحفظ.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 297
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست