responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 260

الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ‌ [1].

و قد ورد نظير معنى الآية مورد البحث في الآية (17) من سورة هود: أَ فَمَنْ كانَ عَلى‌ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَ مِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى‌ إِماماً وَ رَحْمَةً أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ‌.

و التعبير ب إِماماً وَ رَحْمَةً يحتمل أن يكون من جهة أن ذكر الإمام يستدعي أحيانا أن تخطر في الذهن مسألة التكليف الشاق الصعب، نتيجة الذكريات التي كانت لديهم عن أئمتهم، إلّا أنّ ذكر الرحمة يبدل هذا الخطور الذهني إلى ما يبعث على الاطمئنان، فهو يقول: إنّ هذا الإمام توأم الرحمة و مقترن بها، فحتى إذا أتاكم بالتكاليف و الأوامر فهي رحمة أيضا، و أي رحمة أعم و أسمى من تربية نفوس هؤلاء القوم؟! ثمّ تضيف بعد ذلك: لِساناً عَرَبِيًّا يفهمه الجميع و يستفيدون منه.

ثمّ تبيّن في النهاية الهدف الرئيسي من نزول القرآن في جملتين قصيرتين، فتقول: لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَ بُشْرى‌ لِلْمُحْسِنِينَ‌ و إذا لا حظنا أنّ جملة (ينذر) مضارعة تدل على الاستمرار و الدوام، فسيتّضح أنّ إنذار القرآن كبشارته دائمي مستمر، فهو يحذر الظالمين و المجرمين على مدى التأريخ و يخوفهم و ينذرهم، و يبشر المحسنين على الدوام.

و ممّا يلفت النظر أنّ الآية جعلت الظالمين في مقابل المحسنين لأنّ للظلم هنا معنى واسعا يشمل كلّ إساءة و مخالفة، و من الطبيعي أنّ الظلم إمّا بحق الآخرين أو بحق النفس.

و الآية التالية تفسير للمحسنين الذين ورد ذكرهم في الآية التي قبلها، فتقول:

إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ‌ [2].


[1]- البقرة، الآية 146.

[2]- الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ‌ مبتدأ، و جملة (لا خوف عليهم) خبره، و الفاء لا تأتي مع الخبر إلّا في الموارد التي يكون في‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 260
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست