responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 221

الدهريين و أمثالهم كانوا يقولون بوجود عقل للأفلاك، و يعتقدون أنّ تدبير هذا العالم بيدها.

إن هذه العقائد الخرافية انقرضت بمرور الزمان، خاصّة و قد ثبت بتقدم علم الهيئة عدم وجود شي‌ء باسم الأفلاك- الكرات المتداخلة الصافية- في الوجود الخارجي أصلا، و أن لنجوم العالم العلوي بناء كبناء الكرة الأرضية بتفاوت ما غاية في الأمر أنّ بعضها مظلم و يكتسب نوره من الكرات الأخرى، و بعضها الآخر مشتعل و منير.

إنّ الدهريين كانوا يذمون الدهر و يسبونه أحيانا عند ما تقع حوادث مرّة مؤلمة.

غير أنّه‌

ورد في الأحاديث الإسلامية عن النّبي الأكرم صلى اللّه عليه و آله و سلّم‌ «لا تسبوا الدهر، فإنّ اللّه هو الدهر» [1]،

و هو إشارة إلى أنّ الدهر لفظ ليس إلّا، فإنّ اللّه سبحانه هو مدبر هذا العالم و مديره، فإنّكم إنّ أسأتم القول بحق مدبر هذا العالم و مديره، فقد أسأتم بحق اللّه عزّ و جلّ من حيث لا تشعرون.

و الشاهد على هذا الكلام حديث آخر

روي كحديث قدسي‌ عن اللّه تعالى أنّه قال: «يؤذيني ابن آدم يسب الدهر، و أنا الدهر! بيدي الأمر، أقلب الليل و النهار» [2].

لكن قد استعمل الدهر في بعض التعبيرات بمعنى أبناء الأيّام، و أهل الزمان الذين شكا العظماء من عدم وفائهم، كما نقل‌

في الشعر المنقول عن الإمام الحسين عليه السّلام، حيث أنشد ليلة عاشوراء:

يا دهر أف لك من خليل* كم لك بالإشراق و الأصيل من صاحب و طالب قتيل* و الدهر لا يقنع بالقليل‌

و على هذا فللدهر معنيان: الدهر بمعنى الأفلاك و الأيّام، و الذي كان محل‌


- الوثنيين، حيث كانوا يقولون: إنّنا نموت دائما ثمّ نحيا في أبدان أخرى في هذا العالم. إلّا أنّ هذا التّفسير لا ينسجم مع جملة (و ما يهلكنا إلّا الدهر) و التي تتحدث عن الهلاك و الفناء فقط. (فتأمل!).

[1]- تفسير مجمع البيان، المجلد 9، صفحة 78.

[2]- تفسير القرطبي، المجلد 9، صفحة 5991.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 221
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست