responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 220

المبدأ.

و الجدير بالانتباه أنّ هذا التعبير قد ورد في آيتين أخريين من آيات القرآن الأخرى، فنقرأ في الآية (29) من سورة الأنعام: وَ قالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا وَ ما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ‌.

و جاء في الآية (37) من سورة المؤمنون: إِنْ هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَ نَحْيا وَ ما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ‌.

إلّا أنّ التأكيد في الآيتين على إنكار المعاد و حسب، و لم يرد إنكار المبدأ و المعاد معا إلّا في هذه الآية مورد البحث.

و من الواضح أنّ هؤلاء إنّما كانوا يؤكدون على المعاد أكثر من المبدأ لخوفهم و اضطرابهم منه الذي قد يغير مسير حياتهم المليئة بالشهوات و الخاضعة لها.

و قد ذكر المفسّرون عدّة تفاسير لجملة نَمُوتُ وَ نَحْيا:

الأوّل: و هو ما ذكرناه، بأنّ الكبار يغادرون الحياة ليحل محلهم المواليد.

الثّاني: أنّ الجملة من قبيل التأخير و التقديم، و معناها: إنّنا نحيا ثمّ نموت، و لا شي‌ء غير هذه الحياة و الموت.

الثّالث: أنّ البعض يموتون و يبقى البعض الآخر، و إن كان الجميع سوف يموتون في النهاية.

الرّابع: أننا كنا في البداية أموات لا روح فينا، ثمّ منحنا الحياة و دبت فينا.

غير أنّ التّفسير الأوّل هو أنسب الجميع و أفضلها.

و على أية حال، فإنّ جماعة من الماديين في العصور الخالية كانوا يعتقدون أنّ الدهر هو الفاعل أو الزمان في هذا العالم- أو بتعبير جماعة آخرين: إنّ الفاعل هو دوران الأفلاك و أوضاع الكواكب- و كانوا ينهون سلسلة الحوادث إلى الأفلاك، و يعتقدون أنّ كلّ ما يقع في هذا العالم بسببها [1]، حتى أنّ جماعة من فلاسفة


[1]- احتمل البعض احتمالا خامسا في تفسير هذه الجملة، و هو أنّها إلى عقيدة التناسخ التي كان يعتقد بها جمع من‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 220
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست