responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 222

اهتمام الدهريين، حيث كانوا يظنونه حاكما على نظام الوجود و حياة البشر.

و الدهر بمعنى أهل العصر و الزمان و أبناء الأيّام.

و من المسلّم أنّ الدهر بالمعنى الأوّل أمر وهمي، أو نقول أنّه اشتباه في التعبير حيث أطلق اسم «الدهر» بدل اسم اللّه المتعالي الحاكم على كلّ عالم الوجود. أمّا الدهر بالمعنى الثّاني فهو الشي‌ء الذي ذمه كثير من الأئمة و العظماء، لأنّهم كانوا يرون أهل زمانهم خادعين مذبذبين لا وفاء لهم.

على أية حال، فإنّ القرآن الكريم أجاب هؤلاء العبثيين بجملة وجيزة عميقة، تلاحظ في موارد أخرى من القرآن الكريم أيضا، فقال: وَ ما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ‌.

و قد ورد نظير هذا المعنى في الآية (28) من سورة النجم في من يظنون أنّ الملائكة بنات اللّه سبحانه: وَ ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَ إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً.

و قد ورد هذا المعنى أيضا في القول بقتل المسيح، النساء- 157، و عقيدة مشركي العرب في الأصنام، يونس- 66.

و هذا أبسط و أوضح دليل يلقى على هؤلاء بأنّكم لا تملكون أي شاهد أو دليل منطقي على مدعاكم، بل تستندون في دعواكم إلى الظن و التخمين فقط.

و أشارت الآية التالية إلى إحدى ذرائع هؤلاء الواهية و حججهم الباطلة فيما يتعلق بالمعاد، فقالت: وَ إِذا تُتْلى‌ عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ ما كانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا ائْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ‌ [1].

كان هؤلاء يرددون أنّ إذا كان حياة الأموات و بعثهم حقّا فأحيوا آباءنا كنموذج لادعائكم، حتى نعرف مدى صدقكم، و لنسألهم عمّا يجري بعد الموت، و هل يصدّقون ما تقولونه أم يكذبونه؟


[1]- «حجتهم» في الآية المذكورة خبر كان، و (أن قالوا ...) اسمها.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 222
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست