responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 205

و كل هذه كانت مواهب و نعما من اللّه سبحانه.

و تتحدث الآية في الفقرة الرابعة حديثا جامعا شاملا عن المواهب المادية، فتقول: وَ رَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ‌.

النعمة الخامسة، هي تفوقهم و قوّتهم التي لا ينازعهم فيها أحد، كما توضح الآية ذلك في ختامها فتضيف: وَ فَضَّلْناهُمْ عَلَى الْعالَمِينَ‌.

لا شك أنّ المراد من «العالمين» هنا هم سكان ذلك العصر، لأنّ الآية (110) من سورة آل عمران تقول بصراحة: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ‌.

و كذلك نعلم أنّ الرّسول الأعظم صلى اللّه عليه و آله و سلّم هو أشرف الأنبياء و سيدهم، و بناء على هذا فإنّ أمته أيضا تكون خير الأمم، كما ورد ذلك في الآية (89) من سورة النحل:

وَ يَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ جِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلى‌ هؤُلاءِ.

و تشير الآية التالية إلى الموهبة السادسة التي منحها اللّه سبحانه لهؤلاء المنكرين للجميل، فتقول: وَ آتَيْناهُمْ بَيِّناتٍ مِنَ الْأَمْرِ.

«البينات» يمكن أن تكون إشارة إلى المعجزات الواضحة التي أعطاها اللّه سبحانه موسى بن عمران عليه السلام و سائر أنبياء بني إسرائيل، أو أنّها إشارة إلى الدلائل و البراهين المنطقية الواضحة، و القوانين و الأحكام المتقنة الدقيقة.

و قد احتمل بعض المفسّرين أن يكون هذا التعبير إشارة إلى العلامات الواضحة التي تتعلق بنبي الإسلام صلى اللّه عليه و آله و سلّم، و التي علمها هؤلاء، و كان باستطاعتهم أن يعرفوا نبي الإسلام صلى اللّه عليه و آله و سلّم من خلالها كمعرفتهم بأبنائهم: الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ‌ [1].

لكن لا مانع من أن تكون كلّ هذه المعاني مجتمعة في الآية.

و على أية حال، فمع وجود هذه المواهب و النعم العظيمة، و الدلائل البينة الواضحة لا يبقى مجال للاختلاف، إلّا أنّ الكافرين بالنعم هؤلاء ما لبثوا أنّ‌


[1]- البقرة، الآية 146.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 205
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست