responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 201

تعالى على كلّ فرد، و على كلّ شي‌ء، و هو يوم العدل و القانون و المحكمة الكبرى.

لكن، و من أجل أنّ لا يستغل مثل هؤلاء الأفراد هذا الصفح الجميل و العفو و التسامي، فقد أضافت الآية: لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ‌.

لقد اعتبر بعض المفسّرين هذه الجملة تهديدا للكفار و المجرمين، في حين أنّ البعض الآخر اعتبرها بشارة للمؤمنين لهذا العفو و الصفح. لكن لا مانع من أن تكون تهديد لتلك الفئة من جانب، و بشارة لهذه الجماعة من جانب آخر، كما أشير إلى هذا المعنى في الآية التالية أيضا.

تقول الآية: مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَ مَنْ أَساءَ فَعَلَيْها ثُمَّ إِلى‌ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ‌.

إن هذا التعبير الذي ورد في القرآن الكريم مرارا، و بعبارات مختلفة، يشكل جوابا لمن يقول: ماذا يضر عصياننا اللّه تعالى، و ما تنفعه طاعتنا؟ و لماذا هذا الإصرار على طاعة و أوامره، و الانتهاء عن معاصيه؟

فتقول هذه الآيات: إنّ كلّ ضرر ذلك و كلّ نفعه يعود عليكم، فأنتم الذين تسلكون مراقي الكمال في ظل الأعمال الصالحة، و تحلقون إلى سماء قرب اللّه عزّ و جلّ، كما أنّكم أنتم الذين تهوون إلى الحضيض نتيجة ارتكابكم الآثام و المعاصي، فتبتعدون عن اللّه عزّ و جلّ و تستحقون بذلك اللعنة الأبدية.

إن كلّ أمور التكليف، و إرسال الرسل، و إنزال الكتب تهدف إلى هذا المراد السامي، و لذلك يقرر القرآن الحكيم‌ وَ مَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ [1] و يقول في موضع آخر: فَمَنِ اهْتَدى‌ فَلِنَفْسِهِ وَ مَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها [2] و نقرأ في موضع ثالث: وَ مَنْ تَزَكَّى فَإِنَّما يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَ إِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ [3]


[1]- لقمان، الآية 12.

[2]- الزمر، الآية 41.

[3]- فاطر، الآية 18.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 201
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست