responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 19

الهداية لأمر التوحيد و معرفة اللَّه. و لا مانع من جمع هذين المعنيين.

و ذكرت الموهبة الثالثة- و هي موهبة نزول المطر، و إحياء الأراضي الميّتة- في الآية التالية: وَ الَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ تُخْرَجُونَ‌ من قبوركم يوم البعث.

إنّ التعبير بكلمة «قدر» إشارة لطيفة إلى النظام الخاص الذي يحكم نزول الأمطار، حيث أنّها تنزّل بمقدار كاف يكون مفيدا و مثمرا، و لا يؤدّي إلى الخسارة و الإتلاف.

صحيح أنّه قد يؤدّي بعض الأحيان إلى حدوث فيضانات، و جريان سيول، و تدمير الأراضي، إلّا أنّ هذه الحالات استثنائيّة، و لها صبغة التحذير، فالأعمّ الأغلب من الأمطار مفيدة و مربحة، فنموّ كلّ الأشجار و النباتات و الأزهار و المزارع المثمرة، من بركة نزول المطر الموزون هذا، و لو لم يكن لنزول المطر نظام، لما حصلت كلّ هذه البركات.

الآية الثانية تستخدم جملة «أنشرنا»- من مادّة النشور- لتجسيد انبعاث عالم النباتات، فإنّ الأراضي اليابسة التي تضمّ بدور النباتات كما تضمّ القبور أجساد الموتى، تتحرك و تحيا بنفخة صور نزول المطر، و تهتزّ فتخرج أموات النبات رؤوسها من التراب، و يقوم محشرها و تقع قيامتها التي تمثل صورة لقيامة البشر، و التي أشير إليها في نهاية هذه الآية و في آيات عديدة أخرى من القرآن المجيد.

و بعد ذكر نزول المطر و حياة النباتات، يشير في المرحلة الرّابعة إلى خلق أنواع الحيوانات، فيقول سبحانه: وَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها.

إنّ التعبير ب «الأزواج» كناية عن أنواع الحيوانات بقرينة ذكر النباتات في الآية السابقة، بالرغم من أنّ البعض اعتبرها إشارة إلى كلّ أنواع الموجودات، سواء الحيوان و النبات و الجماد، لأنّ قانون الزوجيّة يحكمها جميعا، فلكلّ جنس ما يخالفه: السماء و الأرض، الليل و النهار، النور و الظلام، المرّ و الحلو، اليابس‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 19
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست