responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 20

و الرطب، الشمس و القمر، الجنّة و النّار، إلّا ذات اللَّه المقدّسة فإنّها أحديّة، و لا سبيل للزوجيّة إليها أبدا.

لكن كما قلنا، فإنّ القرائن الموجودة توحي بأنّ المراد هو «أزواج الحيوانات»، و نعلم أنّ قانون الزوجيّة سنّة حياتيّة في كلّ الكائنات الحيّة، و العيّنات النادرة الاستثنائية لا تقدح بعموميّة هذا القانون.

و اعتبر البعض «الأزواج» بمعنى أصناف الحيوانات، كالطيور و الدواب و المائيّات و الحشرات و غيرها.

و في المرحلة الخامسة تبيّن الآيات آخر نعمة من هذه السلسلة، و هي المراكب التي سخّرها اللَّه سبحانه للبشر لطيّ الطرق البريّة و البحريّة، فيقول سبحانه:

وَ جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَ الْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ‌.

إنّ هذه النعمة هي إحدى مواهب اللَّه سبحانه للبشر، و كراماته التي منّ بها عليهم، و هي لا تلاحظ في الأنواع الأخرى من الموجودات، و ذلك أنّ اللَّه سبحانه قد حمل الإنسان على المراكب التي تعينه في رحلاته البحريّة و الصحراويّة، كما جاء ذلك في الآية (70) من سورة الإسراء: وَ لَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ وَ حَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ رَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وَ فَضَّلْناهُمْ عَلى‌ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلًا.

و الحقّ أنّ وجود هذه المراكب يضاعف أنشطة الإنسان و يوسّع حياته عدّة أضعاف، و حتّى الوسائل السريعة السير التي نراها اليوم، و التي صنعت بالاستفادة من مختلف خواصّ الموجودات، و وضعت تحت تصرّف الإنسان، فإنّها من ألطاف اللَّه الظاهرة، تلك الوسائل التي غيّرت وجه حياته، و منحت كلّ شي‌ء السرعة، و أهدت له كلّ أنواع الراحة.

و تذكر الآية التالية الهدف النهائي لخلق هذه المراكب فتقول: لِتَسْتَوُوا عَلى‌ ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَ تَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ‌.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 20
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست