responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 170

لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى‌.

و الطريف أنّ القرآن الكريم قد بيّن كون نعم الجنّة خالدة بتعابير مختلفة، فيقول تارة: خالِدِينَ فِيها [1] و يقول أخرى: عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ [2] أمّا لماذا عبر ب الْمَوْتَةَ الْأُولى‌ فسيأتي بيانه في التأملات، إن شاء اللّه تعالى.

و أخيرا يبيّن القرآن الكريم السابع من النعم و آخرها، فيقول: وَ وَقاهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ‌ فإنّ كمال هذه النعم إنما يتم عند ما يخلو فكر أصحاب الجنّة من احتمال العذاب، و عدم انشغالهم به، لئلا يقلقوا فيتكدر صفوهم فلا تكمل تلك النعم حينئذ.

و هذا التعبير يشير إلى أنّ المتقين إن كانوا خائفين مما بدر منهم من هفوات، فإنّ اللّه سبحانه سيعفو عنها بلطفه و كرمه، و يطمئنهم بأنّ لا يدعوا للخوف إلى أنفسهم سبيلا. و بتعبير آخر، فإنّ غير المعصومين مبتلون بالهفوات شاؤوا أم أبوا، و هم في خوف و قلق منها ما داموا غير مطمئنين بشمول العفو الإلهي لهم، و هذه الآية تمنحهم الاطمئنان و الراحة و الأمان من هذه الجهة.

و هنا يطرح سؤال، و هو: إنّ بعض المؤمنين يقضون مدّة في الجحيم بذنوب اقترفوها، ليتطهروا منها، ثمّ يدخلون الجنّة، فهل تشملهم الآية المذكورة؟

و يمكن القول في معرض الإجابة عن هذا السؤال، بأنّ الآية تتحدث عن المتقين ذوي الدرجات السامية، و الذين يردون الجنّة من أوّل وهلة، أما الفئة الأخرى فهي ساكتة عنهم.

و يحتمل أيضا أنّ هؤلاء عند ما يدخلون الجنّة فلن يخشوا بعد ذلك العودة إلى النّار، بل يبقون من الأمن الدائم، و هذا يعني أنّ الآية أعلاه ترسم صورة هؤلاء و حالهم بعد دخولهم الجنّة.

و أشارت آخر آية- من هذه الآيات- إلى جميع النعم السبعة، و كنتيجة لما مر


[1]- ورد هذا التعبير في آيات كثير من القرآن، و من جملتها: آل عمران- 15، 136 النساء- 13، 122، المائدة- 85، و غيرها.

[2]- سورة هود، الآية 110.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 170
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست