responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 169

ثمّ إنّ كون أهل الجنّة متقابلين مع بعضهم البعض، و زوال أي تفاوت و تكبر لأحد على آخر، إشارة إلى روح الأنس و الأخوة التي تسود مجالسهم، تلك المجالس و الحلقات التي لا يرى فيها إلّا الصفاء و المودّة و تسامي الروح.

و تصل النوبة في النعمة الرابعة إلى أزواجهم، فتقول: كَذلِكَ وَ زَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ‌.

«الحور» جمع حوراء و أحور، و تقال لمن اشتد سواد عينه، و اشتد بياض بياضها. و «العين» جمع أعين و عيناء، أي أوسع العين، و لما كان أكثر جمال الإنسان في عينيه، فإنّ الآية تصف عيون الحور العين الجميلة الساحرة. و قد ذكرت محاسنهن الأخرى بأسلوب رائع في آيات أخرى من القرآن.

ثمّ تناولت الآية الأخرى النعمة الخامسة لأصحاب الجنّة فقالت: يَدْعُونَ فِيها بِكُلِّ فاكِهَةٍ آمِنِينَ‌ فلا توجد في الجنّة تلك هنا المشكلات و الصعوبات التي كانوا يعانونها في تناول فاكهة الدنيا، فإنّها قريبة منهم و في متناولهم، و على هذا فليس هناك بذل جهد لاقتطاف الأثمار من الأشجار العالية، إذ قُطُوفُها دانِيَةٌ [1].

و إليهم يرجع اختيار الفاكهة التي يشتهونها: وَ فاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ‌ [2].

و لا أثر هنا للأمراض و الاضطرابات التي قد تحدث في هذه الدنيا على أثر تناول الفواكه، و كذلك لا خوف من فسادها و قلتها، فهم في راحة و أمن و اطمئنان من الجهات.

و على أية حال، فإذا كان الزقوم طعام أهل النّار الذي يغلي في بطونهم كغلي الحميم، فإنّ طعام الجنّة هي الفواكه اللذيذة الخالية من كلّ أذى و إزعاج.

خلود الجنّة و نعمها هي النعمة السادسة من نعم اللّه سبحانه على المتقين، لأنّ الذي يقلق فكر الإنسان عند الوصال و اللقاء هو خوف الفراق، و لذلك تقول الآية:


[1]- سورة الحاقة، الآية 23.

[2]- سورة الواقعة، الآية 20.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 169
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست