responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 168

خوف، بل هم في أمن كامل من الآفات و البلايا، من الغم و الأحزان، و من الشياطين و الطواغيت.

ثمّ تطرقت الآيات إلى النعمة الثانية فقال: فِي جَنَّاتٍ وَ عُيُونٍ‌.

إن التعبير بالجنات يمكن أن يكون إشارة إلى تعدد الحدائق و البساتين التي يتمتع بها كلّ فرد من أهل الجنّة، فهي تحت تصرفه، أو تكون إشارة إلى مقاماتهم المختلفة و درجاتهم المتفاوتة، لأنّ حدائق الجنّة و بساتينها غير متساوية، بل تختلف باختلاف درجات أصحاب الجنّة.

و تشير الثالثة إلى ملابسهم الجميلة، فتقول: يَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ وَ إِسْتَبْرَقٍ مُتَقابِلِينَ‌.

«السندس» يقال للأقمشة الحريرية الناعمة الرقيقة، و أضاف البعض قيد كونها مذهّبة.

و «الإستبرق» هي الأقمشة الحريرية السميكة، و يعتقد بعض المفسّرين و أهل اللغة أنها معربة من الكلمة الفارسية (أستبر) أو (ستبر) أي السميك. و يحتمل أن يكون أصلها عربيا مأخوذا من البرق أي التلألؤ، حيث أنّ لهذه الأقمشة بريقا خاصّا.

طبعا، ليس في الجنّة حرّ شديد أو برد قارص ليتوقاه أهل الجنّة بارتداء هذا الملابس، بل هذه إشارة إلى الألبسة المتنوعة المعدة لهم.

و كما قلنا سابقا، فإنّ كلماتنا و ألفاظنا- هذه التي وضعت لرفع حاجات الحياة اليومية في دنيانا- عاجزة عن وصف مسائل ذلك العالم الكامل العظيم، بل هي قادرة على الإشارة إليها و حسب.

و اعتقد البعض أنّ اختلاف هذه الألبسة إشارة إلى تفاوت مقامات القرب بين أصحاب النعيم.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 168
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست