responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 151

ملاحظة

عقيدة المشركين في المعاد:

لم يكن للمشركين بعامة- و مشركي العرب بخاصة- مسلك متحد في مسائلهم العقائدية، بل إنّهم كانوا متفاوتين فيما بينهم مع أنّهم يشتركون في الأصل في عقيدة الشرك.

فبعضهم لم يكن يعترف باللّه و لا بالمعاد، و هم الذين يتحدث القرآن عنهم بأنّهم كانوا يقولون: ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَ نَحْيا وَ ما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ [1] و بعضهم الآخر كانوا يعتقدون باللّه عزّ و جلّ، و يعتقدون أيضا أنّ الأصنام شفعاؤهم عند اللّه، إلّا أنّهم كانوا ينكرون المعاد، و هم الذين كانوا يقولون: مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ‌ [2]، فأولئك كانوا يحجون إلى الأصنام، و يقدمون القرابين لها، و كانوا يعتقدون بالحلال و الحرام، و كان أكثر مشركي العرب من هذه الفئة.

لكن هناك شواهد تدل على أنّ هؤلاء كانوا يعتقدون ببقاء الروح بشكل ما، سواء على هيئة التناسخ و انتقال الأرواح إلى الأبدان جديدة أم بشكل آخر [3].

و اعتقادهم بطير اسمه (هامة) معروف، فقد ورد في قصص العرب أنّه كان من بين العرب من يعتقد بأنّ روح الإنسان طائر انبسط في جسمه، و عند ما يرحل الإنسان عن هذه الدنيا أو يقتل، يخرج هذا الطائر من جسمه و يدور حول جسده بصورة مرعبة، و ينوح عند قبره.

و كانوا يعتقدون- أيضا- أنّ هذا الطائر يكون صغيرا في البداية ثمّ يكبر حتى يصبح بحجم البوم، و هو يعيش دائما في خوف و اضطراب، و يسكن الديار الخالية، و الخرائب، و القبور و مصارع القتلى!


[1]- الجاثية، الآية 24.

[2]- سورة يس، الآية 78.

[3]- شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد المعتزلي، المجلد 1، صفحة 117.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 151
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست