responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 150

و التي تعني عدم وجود موت آخر بعد هذا الموت، في حين أنّ مرادهم نفي الحياة بعد الموت، لا إنكار الموت الثاني و بتعبير آخر فإنّ الأنبياء كانوا يخبرون بالحياة بعد الموت، لا بالموت مرة ثانية.

و نقول في الإجابة: إنّ مرادهم عدم وجود حالة أخرى بعد الموت، أي إنّنا نموت مرّة واحدة و ينتهي كلّ شي‌ء، و بعد ذلك لا توجد هناك حياة أخرى و لا موت آخر، فكل ما هو موجود هذا الموت لا غير. (فتأمل!) [1].

و هذا يشبه كثيرا ما ورد في الآية (29) من سورة الأنعام، حيث تقول: وَ قالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا وَ ما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ‌! ثمّ تنقل كلام هؤلاء الذين تشبثوا بدليل واه لإثبات مدعاهم، إذا قالوا: فَأْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ‌.

قال البعض: إنّ هذا كان كلام أبي جهل، حيث أنّه التفت إلى النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم و قال: إن كنت صادقا فابعث جدك قصي بن كلاب، فإنّه كان رجلا صادقا لنسأله عمّا يكون بعد الموت‌ [2].

من البديهي أنّ كلّ ذلك كان تذرعا، و مع أنّ سنّة اللّه لم تقم على أن يحيي الأموات في هذه الدنيا ليأتوا بأخبار ذلك العالم إلى هذا العالم، لكن على فرض أن يتمّ هذا العمل من قبل الرّسول الأعظم صلى اللّه عليه و آله و سلّم، فسيعزف هؤلاء المتذرعون نغمة جديدة، و يضربون على وتر آخر، فيسمون ذلك الفعل سحرا مثلا، كما طلبوا المعاجز عدّة مرات، فلما أتاهم النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم بها أنكروها أشد إنكار.

***
______________________________

(1)- ذكر المفسّرون احتمالات أخرى في تفسير هذه الجملة، و تبدو جميعا بعيدة، و من جملتها: أنّهم فسّروا الموتة الأولى بالموت قبل الحياة في هذه الدنيا، و بناء على هذا يكون معنى الآية: إنّ الموت الذي تكون بعده حياة هو الموت الذي متنا من قبل، أمّا الموت الثّاني فلا حياة بعده أبدا.

(2)- مجمع البيان، المجلد 9، صفحة 66، و بعض التفاسير الأخرى.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 150
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست