بعد أنّ جسدت الآيات السابقة مشهدا من حياة فرعون و الفراعنة، و عاقبة كفرهم و
إنكارهم، تكرر الكلام عن المشركين مرّة أخرى، و أعادت هذه الآيات مسألة شكهم في
مسألة المعاد- و التي مرّت في بداية السورة- بصورة أخرى، فقالت: إِنَّ هؤُلاءِ لَيَقُولُونَ إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا
الْأُولى و سوف لا نعود إلى الحياة إطلاقا [1] و ما يقوله
محمّد عن المعاد و الحياة بعد الموت و الثواب و العقاب، و الجنّة و النّار لا
حقيقة له، فلا حشر و لا نشر أبدا! و هنا سؤال يطرح نفسه، و هو: لماذا يؤكّد
المشركون على الموتة الأولى فقط،
[1]- هنا اختلاف في مرجع ضمير (هي)
فأرجعه بعض المفسّرين الى (الموتة)، و هو المستفاد من سياق الكلام، و بناء على هذا
يكون المعنى: ما الموتة إلّا موتتنا الأولى (تفسير التبيان و مجمع البيان و
الكشاف).
في حين اعتبر البعض الآخر مرجع الضمير هو العاقبة و النهاية، و على هذا يكون
المعنى: ما عاقبة أمرنا إلّا الموتة الأولى (روح المعاني و الميزان) و ليس بينهما
من تفاوت كثير من ناحية النتيجة.