responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 135

عنهم، كما جاء في الآية (17) من سورة الإسراء أَنْ أَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ‌ و ورد نظير هذا المعنى في الآية 105- الأعراف، و 47- طه أيضا.

و الأمر الذي لا ينسجم مع هذا التّفسير، هو أن جملة أَدُّوا تستعمل عادة في أداء الأموال و الأمانات و التكاليف، لا في مورد إيداع الأشخاص، و يتّضح هذا الموضوع جيدا بملاحظة موارد استعمال هذه الكلمة.

و على أية حال، فإنّه يضيف في بقية الآية إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ‌ و ذلك لنفي كل اتهام عن نفسه.

إنّ هذا التعبير- في الحقيقة- داحض للاتهامات الباطلة التي ألصقها به الفراعنة، كالسحر، و السعي إلى التفوق و استلام الحكم في أرض مصر، و طرد أصحابها الأصليين، و التي أشير إليها في الآيات المختلفة.

ثمّ يقول لهم موسى عليه السّلام بعد أن دعاهم إلى طاعة اللّه سبحانه، أو إطلاق سراح بني إسرائيل و تحريرهم: إنّ مهمّتي الأخرى أن أقول لكم: وَ أَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ‌ معجزاته بينة، و أدلته منطقية واضحة.

و المراد من عدم العلو على اللّه سبحانه، هو عدم القيام بأي عمل لا ينسجم مع أصول العبودية، من المخالفة و التمرد، و حتى إيذاء رسل اللّه، أو ادعاء الألوهية و أمثال ذلك.

و لما كان المستكبرون و عبيد الدنيا لا يدعون أي تهمة و افتراء، إلّا و ألصقوهما بمن يرونه مخالفا لمنافعهم و مصالحهم اللامشروعة بل لا يتورعون حتى عن قتله و إعدامه، لذا فإنّ موسى عليه السّلام يضيف للحد من مسلكهم هذا وَ إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَ رَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ‌.

إنّ هذا التعبير لعله إشارة إلى أنّي لا أخاف تهديداتكم، و سأصمد حتى آخر نفس، و اللّه حافظي و حارسي، و كانت مثل هذه التعبيرات تمنع القادة الإلهيين حزما أكبر في دعوتهم، و تزيد في انهيار إرادة الأعداء و معنوياتهم، و تزيد من‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 135
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست