responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 136

جانب آخر ثبات المحبين و المؤمنين و استقامتهم، لأنّهم يعلمون أن إمامهم و قائدهم يقاوم حتى اللحظات الأخيرة.

و ربّما كان التأكيد على مسألة الرجم من جهة أن كثيرا من رسل اللّه قبل موسى عليه السّلام قد هددوا بالرجم، و من جملتهم نوح عليه السّلام‌ قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ‌ [1] و كذلك الحال بالنسبة إلى إبراهيم عليه السّلام لما هدده آزر و قال له: لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ‌ [2]، و شعيب لما هدده الوثنيون قالوا له: وَ لَوْ لا رَهْطُكَ لَرَجَمْناكَ‌ [3] أمّا اختيار الرجم من بين أنواع القتل، فلأنّه أشدّها جميعا. و على قول بعض أرباب اللغة فإن هذه الكلمة جاءت بمعنى مطلق القتل أيضا. [4] و احتمل كثير من المفسّرين أن يكون الرجم بمعنى الاتهام و إساءة الكلام، لأن هذه الكلمة قد استعملت في هذا المعنى أيضا. و كانت هذه الاستعاذة في الحقيقة مانعا من تأثير التهم التي اتهموا بها موسى فيما بعد.

و يمكن أن تكون هذه الكلمة قد استعملت في معناها الواسع الذي يشمل كلا المعنيين.

و تخاطب الآية الأخيرة هؤلاء القوم فتقول: وَ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ‌ لأن موسى عليه السّلام كان واثقا من نفوذه بين أوساط الناس، و مختلف طبقاتهم، بامتلاكه تلك المعجزات الباهرات، و الأدلة القوية، و السلطان المبين، و أن ثورته ستؤتي أكلها بعد حين، و لذلك كان يرضى من هؤلاء القوم أن يتنحوا عن طريقه و لا يكونوا حاجزا بينه و بين الناس.

لكن، هل يمكن أن يهدأ هؤلاء الجبابرة المغرورون و هم يرون الخطر يهدد


[1]- الشعراء، الآية 116.

[2]- مريم، الآية 46.

[3]- هود، الآية 91.

[4]- لسان العرب، ماده رجم.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 136
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست