responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 120

الأوّل: نزوله دفعة واحدة، حيث نزل من اللّه سبحانه على قلب النبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم الطاهر في ليلة القدر من شهر رمضان.

و الثّاني: النّزول التدريجي، حيث نزل على مدى (23) سنة بحسب الظروف و الحوادث و الاحتياجات.

و الشاهد الآخر لهذا الكلام أن بعض الروايات قد عبرت بالإنزال، و بعضها الآخر بالنّزول، و الذي يفهم من متون اللغة أن التنزيل يستعمل في الموارد التي ينزل فيها الشي‌ء تدريجيا و متفرقا، أما الإنزال فله معنى واسع يشمل النّزول التدريجي و النّزول دفعة واحدة. [1] و الطريف أنّ كل الآيات المذكورة التي تتحدث عن نزول القرآن في ليلة القدر و شهر رمضان قد عبرت بالإنزال، و هو يتوافق مع النّزول دفعة واحدة، في حين عبر بالتنزيل فقط في الموارد التي دار الكلام فيها حول النّزول التدريجي للقرآن.

لكن، كيف كان هذا النّزول جملة على قلب النبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم؟ هل كان على هيئة هذا القرآن الذي بين أيدينا بآياته و سورة المختلفة، أم أنّ مفاهيمه و حقائقه قد نزلت بصورة مختصرة جامعة؟

ليس الأمر واضحا بدقّة، بل القدر المتيقن الذي نفهمه من القرائن- أعلاه- أن هذا القرآن قد نزل دفعة واحدة في ليلة واحدة على قلب النبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم مرّة، و نزل على مدى (23) سنة بصورة تدريجية مرّة أخرى.

و الشاهد الآخر لهذا الكلام، أنّ للتعبير بالقرآن- في الآية أعلاه- ظهورا في مجموع القرآن.

صحيح أنّ كلمة القرآن تطلق على كل القرآن و جزئه، لكن لا يمكن إنكار أن ظاهر هذه الكلمة هو مجموع القرآن عند عدم وجود قرينة أخرى معها. و التي فسر بها البعض هذه الآية بأنها بداية نزول القرآن، و قالوا: إنّ أوّل آيات القرآن نزلت‌


[1]- تراجع مفردات الراغب، مادة نزل.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 120
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست