responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 121

في شهر رمضان و ليلة القدر، الأمر الذي يخالف ظاهر الآيات.

و أضعف منه قول القائل: لما كانت سورة الحمد- التي هي خلاصة لمجموع القرآن- قد نزلت في ليلة القدر، فقد عبر ب إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ.

إن كل هذه الاحتمالات مخالفة لظاهر الآيات، لأن ظاهرها أن كل القرآن قد نزل في ليلة القدر.

الشي‌ء الوحيد الذي يبقى هنا هو ما نقرؤه في روايات عديدة

رويت في تفسير علي بن إبراهيم. عن الإمام الباقر و الصادق و أبي الحسن موسى بن جعفر عليهم السّلام‌ أنّهم قالوا في تفسير إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ: «هي ليلة القدر، أنزل اللّه عزّ و جلّ القرآن فيها إلى البيت المعمور جملة واحدة، ثمّ نزل من البيت المعمور على رسول اللّه في طول عشرين سنة». [1]

(التفتوا جيدا إلى أن الرواية قد عبرت عن النّزول جملة واحد ب (أنزل) و عن النّزول التدريجي ب (نزل).

و أين هو «البيت المعمور»؟ صرحت روايات عديدة- سيأتي تفصيلها في ذيل الآية (4) من سورة الطور، إن شاء اللّه تعالى- بأنه بيت في السماوات بمحاذاة الكعبة، و هو محل عبادة الملائكة، و يحج إليه كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه إلى يوم القيامة.

لكن في أي سماء هو؟ الرّوايات مختلفة، ففي كثير منها أنه في السماء الرابعة، و في بعضها أنه في السماء الأولى- السماء الدنيا- و جاء في بعضها أنه في السماء السابعة.

و نطالع‌

في الحديث الذي نقله العلّامة الطبرسي في مجمع البيان في تفسير سورة الطور عن علي عليه السّلام: «هو البيت في السماء الرابعة بحيال الكعبة، تعمره‌


[1]- تفسير نور الثقلين، المجلد 4، ص 620. و قد ذكر هذا الحديث أن القرآن نزل تدريجيا في عشرين سنة، في حين أننا نعلم فترة النبوة التي نزل فيها القرآن كانت (23) سنة، و لعله هذا القول اشتباه من الراوي، أو غلط في نسخ الحديث.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 121
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست