responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 590

يسلك به طريق المكارم، و محاسن أخلاق العالم ليله و نهاره».

فوجود مثل هذا الملك يدل على وجود برنامج خاص.

و الدليل الآخر هو أنّ التاريخ لم يذكر لنا أبدا أن الرّسول صلّى اللّه عليه و اله و سلّم انشغل بالعبادة في معابد اليهود أو النصارى أو الأديان الأخرى، و لم يكن إلى جوار الكفار في معابدهم، و لا إلى جوار أهل الكتاب في كنائسهم، و في نفس الوقت فقد استمر في سلوك طريق التوحيد و كان متمسكا بقوة بالأصول الأخلاقية و العبادة الإلهية.

و قد وردت عدّة روايات- وفقا لنقل العلّامة المجلسي في بحار الأنوار- في المصادر الإسلامية عن أن الرّسول صلّى اللّه عليه و اله و سلّم كان مؤيدا منذ بداية عمره بروح القدس.

و حتما فإنّه كان يعمل وفقا لما يستلهمه من روح القدس‌ [1].

و يرى العلّامة المجلسي أن الرّسول صلّى اللّه عليه و اله و سلّم كان نبيا قبل أن يكون رسولا، فالملائكة كانت تتحدث معه أحيانا و كان يسمع صوتها، و أحيانا كان الإلهام الإلهي ينزل عليه ضمن الرؤيا الحقيقية الصادقة، و بعد أربعين سنة وصل إلى منزلة الرسالة و نزل القرآن و الإسلام عليه، و قد ذكر لذلك ستة أدلة حيث يتلاءم بعضها مع ما ذكرناه أعلاه (للاستزادة راجع المجلد 18 من بحار الأنوار ص 277 فما بعدها).

2- الجواب على سؤال‌

بعد هذا البحث قد يطرح هذا السؤال: لماذا تقول الآية: ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِيمانُ‌ رغم ما ذكرناه من إيمان و أعمال النّبي صلّى اللّه عليه و اله و سلّم قبل نبوّته؟

و بالرغم من أنّه ورد جواب هذا السؤال بشكل موجز في تفسير الآية، إلّا أنّه من الأفضل إعطاء توضيح أكثر بهذا الخصوص.

المقصود أنّ الرّسول صلّى اللّه عليه و اله و سلّم لم يكن يعرف بتفصيلات هذا الدين و لا بمحتوى‌


[1]- بحار الأنوار، ج 18، ص 288.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 590
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست