responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 589

و هكذا نرى أن بداية و نهاية هذه الآيات منسجمة فيما بينها و مترابطة، و نهاية السورة- أيضا- يتلاءم مع بديتها و الموضوع العام الساري عليها.

ملاحظات‌

1- ماذا كان دين الرّسول الأعظم قبل نبوته؟

لا يوجد شك في أن الرّسول الأكرم صلّى اللّه عليه و اله و سلّم لم يسجد لصنم قبل بعثته أبدا، و لم ينحرف عن خط التوحيد، فتاريخ حياته يعكس بوضوح هذا المعنى، إلّا أن العلماء يختلفون في الدين الذي كان عليه:

فذهب بعضهم أنّه دين المسيح عليه السّلام، لأن المسيحية كانت الدين الوحيد الرسمي غير المنسوخ قبل بعثة الرّسول صلّى اللّه عليه و اله و سلّم.

و قال البعض الآخر: إنه دين إبراهيم عليه السّلام، لأنّه (شيخ الأنبياء) و أبوهم، و قد ذكرت بعض آيات القرآن أن دين الإسلام هو دين إبراهيم: مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ‌ [1].

أمّا البعض الآخر فلم يذكر شيئا و اكتفى بالقول بأننا نعلم بأنّه كان على دين معين إلّا أنّه لم يتوضح لنا ما هو.

و بالرغم من أن كلا من هذه الأقوال يستند إلى دليل معين، إلّا أنّها ليست قطعية، و أفضلها قول آخر و هو: لقد كان الرّسول صلّى اللّه عليه و اله و سلّم يملك برنامجا خاصا من قبل الخالق و كان يعمل به، و في الحقيقة فقد كان له دين خاص حتى زمان نزول الإسلام عليه.

و الدليل على هذا الكلام الجملة التي ذكرناها قبل قليل، و الوارد في نهج البلاغة، و هو «و لقد قرن اللّه به و من لدن أن كان فطيما أعظم ملك من ملائكته،


[1]- الحج، الآية 78.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 589
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست