responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 571

فهي تبدأ بالوحي و تنتهي به، لأن الآيات الأخيرة تتحدث عن هذا الموضوع (أي الوحي).

و بما أن الآيات السابقة كانت تتحدث عن النعم الإلهية، لذا فإنّ هذه الآيات تتحدث عن أهم نعمة إلهية و أكثرها فائدة لعالم البشرية، ألا و هي قضية الوحي و الارتباط بين الأنبياء و الخالق.

في البداية تقول الآية: وَ ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً لأنّ الخالق منزه عن الجسم و الجسمانية.

أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ‌ كما كان يفعل موسى حيث أنّه كان يتحدث في جبل الطور، و كان يسمع الجواب عن طريق الأمواج الصوتية التي كان يحدثها الخالق في الفضاء، دون أن يرى أحدا، لأنّه لا يمكن مشاهدة الخالق بالعين المجرّدة.

أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا كما كان يقوم به جبرائيل الأمين و ينزل على الرّسول صلّى اللّه عليه و اله و سلّم‌ فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ.

نعم، فلا يوجد طريق آخر سوى هذه الطرق الثلاثة لتحدث الخالق مع عبادة ل إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ‌.

فهو أعلى و أجل من أن يرى أو يتكلم عن طريق اللسان، و كل أفعاله حكيمة، و يتمّ ارتباطه بالأنبياء وفق برنامج.

هذه الآية تعتبر- في الحقيقة- ردا على الذين يتصورون- بجهالة- أن الوحي يعني مشاهدة الأنبياء للخالق و هم يتكلمون معه، حيث أن الآية تعكس بشكل دقيق و مختصر حقيقة الوحي و الروح.

و من مجمل الآية نستفيد أن الارتباط بين الأنبياء و الخالق يتمّ عبر ثلاثة طرق هي:

1- الإيحاء، حيث كان كذلك بالنسبة للعديد من الأنبياء مثل نوح، حيث‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 571
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست