responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 545

فمتى ما توفر هذان العاملان عندها يكون الإنسان مؤهلا للبحث في هذه الآيات، و عادة فإنّ البحث في أسرار الخلق يعتبر بحد ذاته نوعا من الشكر.

و من جانب ثالث، فإنّ هاتين الصفتين تتجسدان في الإنسان أكثر من أي وقت مضى متى ما ركب في السفينة، حيث الصبر حيال حوادث و مشاكل البحار، و الشكر عند الوصول إلى الساحل.

مرّة اخرى، لتجسيد عظمة هذه النعمة الإلهية، تقول الآية الأخرى: أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِما كَسَبُوا أيّ لو شاء لأباد هذه السفن بسبب الأعمال التي ارتكبها المسافرون.

و كما قرأنا في الآيات الماضية، فإنّ المصائب التي تصيب الإنسان غالبا ما ما تكون بسبب أعماله.

إلّا أنّه بالرغم من ذلك فإن اللطف الإلهي يشمل الإنسان: وَ يَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ.

فلو لا عفو الخالق لم يكن لينجو أحد من عذاب الخالق سوى المعصومين و الخواص و الطاهرين، كما نقرأ ذلك في الآية (45) من سورة فاطر: وَ لَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى‌ ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ وَ لكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى‌ أَجَلٍ مُسَمًّى‌.

نعم، فهو يستطيع أن يمنع الرياح من الهبوب حتى تقف السفن في وسط البحار و المحيطات، أو يحوّل هذه الرياح إلى عواصف هو جاء تدمر هذه السفن و البواخر، إلّا أن لطفه العام يمنع هذا العمل.

وَ يَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِنا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ‌ [1] و ما لهم من ملجأ سوى ذاته المنزهة.

فهؤلاء سوف لا يشملهم العفو الإلهي، لأنّهم عارضوه بعلم و وعي، و استمروا


[1]- جملة وَ يَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ ... كما يقول الزمخشري في كشافه: وردت منصوبة بسبب عطفها على تعليل محذوف و تقديره: لينتقم منهم و يعلم الذين يجادلون ... فالهدف أن ينتقم الخالق من هذه المجموعة، و الهدف أن يعلم المجادلون بعدم وجود طريق للنجاة.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 545
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست