responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 546

في محاربته عن عداوة و عناد، فهؤلاء سوف لا يشملهم عفوه و رحمته، و لا خلاص لهم من عذابه.

«محيص» مأخوذة من كلمة (حيص) على وزن (حيف) و تعني الرجوع و العدول عن أمر ما، و بما أن (محيص) اسم مكان، لذا وردت هذه الكلمة، بمعنى محل الهروب أو الملجأ.

و الكلام في آخر آية موجّه إلى الجميع حيث تقول: فَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْ‌ءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا.

فلا تتصوروا أنّه سيبقى لكم، لأنّه كالوميض الذي يبرق ثمّ يخبو، و كالشمعة في مهبّ الريح و الفقاعة على سطح الماء، و لكن‌ وَ ما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَ أَبْقى‌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَلى‌ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ‌.

فلو استطعتم أن تستبدلوا هذا المتاع الدنيوي الزائل المحدود التافه بمتاع أبدي خالد، فتلك هي التجارة المربحة العديمة النظير.

فالمواهب في هذه الدنيا لا تخلو من المشاكل، حيث توجد الأشواك دائما إلى جانب الورود، و المحبطات إلى جانب الآمال، في حين أن الأجر الإلهي لا يحتوي على أي إزعاجات، بل هو خير خالص و متكامل.

و من جانب آخر فإن هذه المواهب مهما كانت فستزول حتما، إلّا أن الجزاء الأخروي أبدي خالد، عندها هل يقبل العقل أن يستغني الإنسان عن هذه التجارة المربحة، أو يصاب بالغرور و الغفلة و تبهره زخارف الدنيا؟

لذا فإننا نقرأ في الآية 38 من سورة التوبة: أَ رَضِيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا مِنَ الْآخِرَةِ فَما مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ‌.

و أساسا، فإنّ «الحياة الدنيا» (بالمعنى المتقدم) تشير إلى الحياة الدنية و الحقيرة، و طبيعي أن أي متاع أو وسائل للاستفادة من مثل هذه الحياة ستكون- أيضا- مثلها في القيمة.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 546
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست