وَ ما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ[1]. و في السماء
بطريق اولى و كيف تستطيعون الهروب من قدرته و حاكميته في حين أن كلّ عالم الوجود
هو في قبضته و لا منازع له؟
و إذا كنتم تعتقدون بوجود من سيساعدكم و ينصركم، فاعلموا: وَ ما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَ لا
نَصِيرٍ.
قد يكون الفرق بين (الولي) و (النصير) هو أن الولي هو الذي يقوم بجلب المنفعة،
و النصير هو الذي يقوم بدفع الضرر، أو أن الولي يقال لمن يدافع بشكل مستقل، و
النصير يقال لمن يقف إلى جانب الإنسان و يقوم بنصرته.
و في الحقيقة فإن آخر آية تجسد ضعف و عجز الإنسان، و الآية التي قبلها عدالة
الخالق و رحمته [2].
مسائل مهمّة
الاولى: مصائبكم بما كسبت أيديكم:
يتصور العديد من الناس أن علاقة أعمال الإنسان بالجزاء الإلهي مثل العقود
الدنيوية و ما تحتويه من الأجر و العقاب، في حين قلنا- مرارا- إن هذه العلاقة أقرب
ما تكون إلى الارتباط التكويني منه إلى الارتباط التشريعي.
و بعبارة اخرى فإنّ الأجر و العقاب أكثر ما يكون بسبب النتيجة الطبيعية و
التكوينية لأعمال الإنسان حيث يشملهم ذلك. و الآيات أعلاه خير شاهد على هذه
الحقيقة.
و بهذا الخصوص هناك روايات كثيرة في المصادر الإسلامية نشير إلى بعضها
[1]- «معجزين» من كلمة (إعجاز) إلّا
أنّها وردت في العديد من الآيات القرآنية بمعنى الهروب من محيط القدرة الإلهية و
من عذابه، حيث يقتضي معناها ذلك.