responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 538

وَ ما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ‌ [1]. و في السماء بطريق اولى و كيف تستطيعون الهروب من قدرته و حاكميته في حين أن كلّ عالم الوجود هو في قبضته و لا منازع له؟

و إذا كنتم تعتقدون بوجود من سيساعدكم و ينصركم، فاعلموا: وَ ما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَ لا نَصِيرٍ.

قد يكون الفرق بين (الولي) و (النصير) هو أن الولي هو الذي يقوم بجلب المنفعة، و النصير هو الذي يقوم بدفع الضرر، أو أن الولي يقال لمن يدافع بشكل مستقل، و النصير يقال لمن يقف إلى جانب الإنسان و يقوم بنصرته.

و في الحقيقة فإن آخر آية تجسد ضعف و عجز الإنسان، و الآية التي قبلها عدالة الخالق و رحمته‌ [2].

مسائل مهمّة

الاولى: مصائبكم بما كسبت أيديكم:

يتصور العديد من الناس أن علاقة أعمال الإنسان بالجزاء الإلهي مثل العقود الدنيوية و ما تحتويه من الأجر و العقاب، في حين قلنا- مرارا- إن هذه العلاقة أقرب ما تكون إلى الارتباط التكويني منه إلى الارتباط التشريعي.

و بعبارة اخرى فإنّ الأجر و العقاب أكثر ما يكون بسبب النتيجة الطبيعية و التكوينية لأعمال الإنسان حيث يشملهم ذلك. و الآيات أعلاه خير شاهد على هذه الحقيقة.

و بهذا الخصوص هناك روايات كثيرة في المصادر الإسلامية نشير إلى بعضها


[1]- «معجزين» من كلمة (إعجاز) إلّا أنّها وردت في العديد من الآيات القرآنية بمعنى الهروب من محيط القدرة الإلهية و من عذابه، حيث يقتضي معناها ذلك.

[2]- في ظلال القرآن- المجلد السابع ص 290.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 538
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست