الدنيا، لأن الدنيا هي دار العمل و ليس دار الثواب و الجزاء.
و هذا خطأ كبير، لوجود آيات و روايات متعددة تؤّكد أن الإنسان يرى- أحيانا-
جانبا من نتيجة أعماله في هذه الدنيا، و ما يقال من أن الدنيا ليست دارا للجزاء و
لا تتم فيها تصفية جميع الحسابات، لا يعني عدم الجزاء بشكل مطلق، حيث أن إنكار هذه
الحقيقة يشبه إنكار البديهيات، كما يقول المطّلعون على المفاهيم الاسلامية.
4- أحيانا قد تكون المصائب جماعية، و بسبب ذنوب الجماعة، كما نقرأ في الآية
(41) من سورة الروم: ظَهَرَ الْفَسادُ فِي
الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ
الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ.
و واضح أن هذا يختص بالمجتمعات الإنسانية التي أصيبت بالمصائب بسبب أعمالها.
و ورد في الآية 11 من سورة الرعد: إِنَّ
اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ.
و هذه الآيات تدل على وجود ارتباط و علاقة قريبة بين أعمال الإنسان و النظام
التكويني للحياة، فإذا سار الناس وفقا لأصول الفطرة و قوانين الخلق فستشملهم
البركات الإلهية، و عند فسادهم يفسدون حياتهم.
و أحيانا قد يصدق هذا الأمر بخصوص آحاد الناس، فكل إنسان سيصاب في جسمه و روحه
أو أمواله و متعلقاته الأخرى بسبب الذنب الذي يرتكبه، كما جاء في الآية أعلاه [1].
على أية حال، فقد يتصور البعض أنّهم يستطيعون الهروب من هذا القانون الإلهي
الحتمي. لذا فإن آخر آية في هذا البحث تقول: