responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 537

الدنيا، لأن الدنيا هي دار العمل و ليس دار الثواب و الجزاء.

و هذا خطأ كبير، لوجود آيات و روايات متعددة تؤّكد أن الإنسان يرى- أحيانا- جانبا من نتيجة أعماله في هذه الدنيا، و ما يقال من أن الدنيا ليست دارا للجزاء و لا تتم فيها تصفية جميع الحسابات، لا يعني عدم الجزاء بشكل مطلق، حيث أن إنكار هذه الحقيقة يشبه إنكار البديهيات، كما يقول المطّلعون على المفاهيم الاسلامية.

4- أحيانا قد تكون المصائب جماعية، و بسبب ذنوب الجماعة، كما نقرأ في الآية (41) من سورة الروم: ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ‌.

و واضح أن هذا يختص بالمجتمعات الإنسانية التي أصيبت بالمصائب بسبب أعمالها.

و ورد في الآية 11 من سورة الرعد: إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ‌.

و هذه الآيات تدل على وجود ارتباط و علاقة قريبة بين أعمال الإنسان و النظام التكويني للحياة، فإذا سار الناس وفقا لأصول الفطرة و قوانين الخلق فستشملهم البركات الإلهية، و عند فسادهم يفسدون حياتهم.

و أحيانا قد يصدق هذا الأمر بخصوص آحاد الناس، فكل إنسان سيصاب في جسمه و روحه أو أمواله و متعلقاته الأخرى بسبب الذنب الذي يرتكبه، كما جاء في الآية أعلاه‌ [1].

على أية حال، فقد يتصور البعض أنّهم يستطيعون الهروب من هذا القانون الإلهي الحتمي. لذا فإن آخر آية في هذا البحث تقول:


[1]- الميزان، المجلد 18، ص 61.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 537
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست